الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة أدبية منوعة
 
الرئيسيةدروب أدبيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للموقع، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،  كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في الموقع، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كما يكنك إضافة مقالك عبر /  إتصل بنا /

 

 راس الحارة ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
للنشر

للنشر


المقالات : 707

راس الحارة ...  Empty
17052013
مُساهمةراس الحارة ...

هو بداية ذلك الشارع الضيق والطويل , الممتد من الطريق العام وباتجاه الغرب وصولا إلى حي عين الزمان....
على جانبيه اصطفت بيوتنا القديمة ذات الحجارة السوداء , تسند الكتف إلى الكتف غير مكترثة بقوانين البناء والوجائب والمساحات المفترض أن تفصل بينها , فهي لا تؤمن بها , لقد كان لها تشريعها الخاص في الهندسة , ألا وهو الألفة والاحتضان...

كانت تحضن بعضها بعضا كما كان يفعل أهلها وساكنيها في الدبكة قديما.....هذه هي حارتنا القديمة , وكان اسمها (حي القبو)...
في منتصف ذلك الشارع تقريبا كان بيتنا القديم , البيت الصغير الجميل الذي ولدنا فيه , واحتضن طفولتنا , وشهد أولى خطوات المراهقة . البيت الذي كانت أمي دائما تشكو ضيق مساحته ,, والذي غادرناه قسرا منذ مايزيد عن ستة عشر عاما ,, ورغم ذلك لم يراودني أي حلم لليلة إلا وشاهدت نفسي هناك.........

كان محاطا من جهة الشارع بسور عال من الحجارة السوداء , يكحلها خط من الإسمنت الرمادي كحاجبي رجل كهل ,, وتتسلقه (مديدة) بغنج , وتستلقي عليه بكسل , لتكاد تغطيه بأذيال أغصان خضراء غضة متدلية منها بدلال... تتوسطه بوابة ,أذكر أنها كانت من التنك والخشب يوم كنا صغارا ,ثم حل محلها أخرى حديدية سوداء مفتوحة دائما خلال النهار ,لاستقبال أي ضيف أو عابر مر من ذلك الطريق

أعبر تلك البوابة إلى أرض الدار الواسعة التي ملئناها صراخا وضحكات طفولة , وخططنا أرضها بالطباشير ,وأرهقنا شجرة الزيتون العجوز لكثرة مالعبنا بالمرجوحة المعلقة على أغصانها القوية ...
ووسط أشجار الفاكهة وبين الزريعة ,تستقبلني تلك الابتسامة الدائمة والوجه الطيب الذي حفرته التجاعيد, وتلك العينان اللتان تشعان فرحا لدى رؤيتي أقبل من بعيد

يحتضنني ويشد بيديه القويتين ,ويمسد شعري وهو يقول لي (ارفعي راسك وخلي خطواتك واثقة ,ودعستك عالأرض قوية) .. كان يصر على بث الثقة والقوة في نفسي كلما رآني , أنا الفتاة الوحيدة في ذلك المنزل منذ جيلين أو ثلاث , كم كان يحبنا ويشعر بالدفء بقربنا ,هو الذي عاش ثلاثين عاما على أمل عودة ابنه المفقود , ولم ينفق ذلك الأمل بداخله يوما حتى لفظ أنفاسه الأخيرة, انتظره كثيرا ولم يأت ,,وربما لن يأت أبدا .........

أشيح بنظري ,إلى ذلك الباب المفتوح على أرض الدار , وتلك المرأة المتربعة في صدر الغرفة مقابل الباب ,,ضاحكة تفتح ذراعيها لتضمني وتشمني بشوق , ككل مرة تعوض بهذه الضمة كل ماحرمتها منه الحياة التي قست عليها كثيرا ,وضنت عليها بأن تبقي لها أحد أولادها حيا لأكثر من ساعات قليلة بعد ولادته ,هي الجدة حسيبة التي حاولت أن تشبع بنا أمومتها الجائعة دائما..

إنها ذكريات الزمن الجميل , التي مشى فوقها كما مر فوق أقدم وأعرق مدينة , دفنها كم دفن إحدى أهم كنائس العالم ,وكما دفن حي القبو.

الشارع المحوري الذي ليس له من اسمه نصيب,, الذي قسم بيتنا وحارتنا القديمة إلى نصفين متجاهلا كل تلك الألفة والحميمية والعراقة . غض الطرف عن دموعنا نحن أطفال الحارة آنذاك,ودموع شيوخ أرادوا أن يموتوا حيث ولدوا . وبنفس القسوة تجاهل الأعمدة الرومانية والآثار المنقوشة على جدران القبو الذي حمل الحي اسمه.

لم يرض الجد أبو فايز أن يترك بيته وحارته ولم ينتقل معنا إلى بيتنا الجديد والكبير,ولكن البارد.رمم ماتبقى من تلك الدار القديمة وعاش فيها ولكن بدوننا هذه المرة ,وبدون أرض الدار الواسعة إلا قطعة صغيرة منها, وماتت الجدة حسيبة لأنها شعرت للمرة الأخيرة أنها أيضا فقدت أولادها لكن للأبد هذه المرة.. ولم ينتظر مع الجد سوى شجرة الجوز ..

ثم مات الجد كما أراد في ما تبقى من داره الكائنة, في ماتبقى من حي القبو..ومرت الأيام وكبرنا وكدنا ننسى ملامح الجد ,كما نسي أهل السويداء ملامح مدينتهم القديمة ,وتلك الآثار المدفونة تحت الشارع .لكن الجد لم ينس يوما,,ويمر علي دائما في أحلامي يتفقدني بين الحين والآخر ,يمسح رأسي بيده الخشنة ,يقبل جبيني , ويرحل بهدوء.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://doroob.own0.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

راس الحارة ... :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

راس الحارة ...

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة :: دروب أدبـيــة :: > قصص ورويات-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» شنطة سفر
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 10:04 pm من طرف للنشر

» ومازلتُ أُكابر
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 9:24 pm من طرف للنشر

» خطوة إلى الوراء
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 5:02 pm من طرف للنشر

» أنا والستارة الخجولة/ الشاعرة ميسا العباس
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:50 pm من طرف للنشر

» الراهبة / مختار سعيدي
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:42 pm من طرف للنشر

» حلم كأنت/ ميساء البشيتي
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:38 pm من طرف للنشر

» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 2:53 pm من طرف اسكن عيونى

» الذئاب /حنان علي
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:46 pm من طرف للنشر

»  نحو نقد ادبي موضوعي /د انور غني الموسوي
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:14 pm من طرف للنشر

» ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2015 5:15 am من طرف اسكن عيونى

» تجليات المعراج
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2015 9:55 am من طرف اسكن عيونى

» سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 29, 2015 8:36 pm من طرف اسكن عيونى

» ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 5:02 am من طرف للنشر

» قراءةٌ في رواية ديبورا ليفي (السّباحة إلى المنزل)
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:20 pm من طرف للنشر

» ابو بدر ياسين حيدر في الميدان يرحب بكم
راس الحارة ...  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:00 pm من طرف للنشر

المواضيع الأكثر شعبية
عرض كتاب الأسلوب والأسلوبية للمسدي / هدى قزع
شعر النقد الاجتماعي في العصر العباسي /هدى قزع
المنهج الجمالي عند الغرب/هدى قزع
قصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة
عرض كتاب الأسطورة في الشعر العربي الحديث
مفهوم الأدب عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين
الأدب المقارن /هدى قزع
آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
شفرة دافينشي" تفضح اسرار لوحة "العشاء الاخير
كتاب العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية / تأليف:أ.د.نهادالموسى
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأكثر نشاطاً
    ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
    موسوعة محمود درويش
    رســــــــــــــــائل حب إلهيه
    خلف النافذة الرمادية/ حسين خلف موسى
    يسألوني عن وجعي وأنت وجعي
    آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
    قصيدة بعنوان بئسَ الهوى
    قصيدتي الجديدة بعنوان: عرّابي
    ألعبد سعيد
    ميـــ ــلاد
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 121 بتاريخ الأربعاء يوليو 05, 2023 11:33 pm