آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
رسالة التعريف
لا بد من أن يكون الإنسان سعيداً في حياته حتى يكون فاعلاً في مجتمعه ناجحاً في حياته مفيداً لمن حوله..
و انطلاقاً من هذه الأهمية البالغة كان لا بد من تقعيد قوانين السعادة و نقلها من ساحة الآراء و النظريات العاطفية إلى ساحة منهجية واعية يستطيع الفرد فيها أن يبني سعادته على أسس متينة و علمية مدروسة..
دعوني أقول أن يضع خطة واضحة كيفية بلوغ حياة سعيدة، و إن يفعله هذا الكتاب هو العون الواعي العلمي لهذه الخطة، تلك الخطة إن نُفّذّت جيداً أمكن للإنسان أن يصل إلى مطلب الإنسانية جمعاء، على اختلاف معتقداتهم و أعراقهم.
ما دفعني لصناعة هذا العمل هو كثرة التعاسة في زمننا هذا، و ما دفعني أيضاً هو إمكان توظيف البرمجة اللغوية العصبية في سبيل الحصول على حياة سعيدة..
إن البرمجة اللغوية العصبية تسعى في المقام الأول لخلق الإنسان الناجح، و لكنني أعتقد ـ و قد حاولت في متن كتابي هذا ـ الربط بين النجاح و السعادة..
لقد أكدت في كتابي أن السعادة غير النجاح و النجاح غير السعادة، و ذلك من حيث الكينونة و الطبيعة، إلا أنني عدت و أكدت بالدليل العلمي النفسي و الاجتماعي أن النجاح أكبر وسيلة و أهم وسيلة لنيل السعادة، و أن السعادة أهم و أكبر طريقة لتحقيق النجاح..
لقد كان عندي من التحليلات و المعلومات و التجارب الخاصة في هذا المجال الشيء الكثير، إلا أنني لم أُرد أن يكون القارئ لهذا العمل مجرد متلقّي لرأيي في هذا المجال..
لقد قمت بحذف مالم يتوافق مع القطعي من هذين العلمين و تثبيت ما ثبُتَ منه، و لذلك أعتقد أن هذا العمل الذي أنجزته سيقدّم فائدة عظيمة للقارئ المهتم، لأنه يعطيه رأي قوي مدعّم بالعلم..
تحدثت في ثنايا المخطوط عن فقرة تكاد تكون لبه و جوهره، ألا و هي "موقع السعادة بين العلوم و الفنون"..
لقد احتوى هذا الفصل على 72 فقرة، فكان من أبرز هذه المواضيع تأثير المال و الصحة و المنزلة الاجتماعية و الجمال و الثقافة و الميول الدراسية و الزواج وو... على السعادة، و دور السعادة فيهم..
و من ضمن ما تحدثت عنه أنواع السعادة، و هو تقسيم فريد و منهجي للسعادة بكافة أشكالها و أطيافها، لا بد أن تشمل الفرد نوع من هذه الأنواع أو أكثر..
أيضاً، كان لا بد من شرح وافر لوسائل الوصول إلى السعادة و الحفاظ عليها، فكان لا بد من تشخيص مرض المجتمعات، و هو الحزن و التعاسة، من إيجاد الحل "الترياقي" الناجع، فكانت هذه هي الوسائل و الطرق..
و تحدثت عن أمرٍ غاية في الأهمية، ألا وهو صيانة السعادة من الضياع و الاندثار، فكثير من الناس يصلون إلى السعادة أو شيء منها في بعض أوقاتهم، و لكنهم سرعان ما يفقدونها، فكان لا بد من تبيان طريقة كيف نبقي أنفسنا سعداء.
لا يمكن النظر إلى هذا الموضوع على أنه ثانوي أو غير مهم، فالذي لا يشعر بالسعادة لا يمكن أن يبني و ينتج، و من لا يتقن النجاح مستحيل أن ينجز.
خلدون حمودة
الخميس مارس 03, 2011 10:51 pm من طرف للنشر