الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة أدبية منوعة
 
الرئيسيةدروب أدبيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للموقع، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،  كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في الموقع، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كما يكنك إضافة مقالك عبر /  إتصل بنا /

 

 حول الفن وعصبيات قراءته (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
للنشر

للنشر


المقالات : 707

حول الفن وعصبيات قراءته (3) Empty
09062013
مُساهمةحول الفن وعصبيات قراءته (3)

تحد العصبيات من توازن الإنسان النفسي والأخلاقي، وتأزم علاقته مع الآخر وتربِك تفاعله مع العالم. وعند الاقتراب من الفن بسواد عصبية ما، يتعثر فهمه كجوهر لإذكاء الخبرات الجمالية فتنحدر قراءته من الاسترسال بالانفعال التذوقي مع مكوناته، الى قراءة اخبارية موجزة تشوبها النعرات بحثا عن مضامين أو ظواهر من داخل جغرافيا الوطن أو جغرافيا القومية أو جغرافيا العقيدة وحسب صعيد العصبية وشدة نهمها.
بفقد الانتماء الى الكون، الى الأرض، الى الهوية الإنسانية؛ تنصهر الشخصية في هوية أضيق وجغرافيا أضيق، فتكرس الحق والباطل لنصرتها، وتتفاعل معها بنرجسية تُسقِط جغرافيا العالم أو تتجاهلها. فالعصبية الوطنية لا تعكس هوية الانتماء الى “الوطن” بصفته المكون الأساس في بناء الشخصية، بقدرما تعكس ترهل الشخصية بأدران مكونها الأساس. ومثلها الهوية القومية العالقة بمفهوم القوم والأمة، فقد تنحدر عنها عصبية تقوم على الاستعلاء وتمجيد الذات القومية واستبعاد الآخر. وأكثرها تعقيدا العصبية العقائدية المنحدرة عن الدين المشترك ووحدة تاريخه بالاستعلاء على عقيدة الآخر أو الخروج عليها، أو التناحر داخل فضاء العقيدة الواحدة بما تفرزه من عصبيات طائفية ومذهبية وخلافه.
وقد لعبت “العصبيات” دورا رياديا في تشرذم الهوية الإنسانية والنزوع الى حروب عسكرية، كالحرورب الصليبية، والحروب الإسلامية أو ما يسمى بـ “الفتوحات الإسلامية”، أو ظهور النازية والصهوينة بتداعيات التعصب القومي الذي ساهم من جهة أخرى في سقوط الأندلس مثالا، وهلم جرا وحتى يومنا هذا المُستنزَف بمثالب عصبياته. فكثرما تعقد مقارنات عبثية بين الهويات الثلاث بذات العصبية المراد تفضيل هويتها وتحقيق سيادتها على الأخريات. وفي هذا المعترك يهتك الفن فهما وتقييما لمسوغات عصبية بحته.
والصعيد الجامع لما ورد من عصبيات وما لم يرد، هي العصبية الواقعية أو التعصب للواقع. ولأن الفن كثرما يطالب بتجسيد حقيقة أو التعبير عن واقع؛ نبدأ بسؤال عن المحطة الأولى لركوب الواقع أو مطالعته، وهو سؤال صعب لسحر بساطته: ما الوطن؟
هل هو الأرض التي يولد عليها الإنسان ويأكل من خيراتها معززا مكرما.. الخ.. وحسب التقرير النظري المبسط لتربية النشء، أم هو الأرض التي يولد عليها الإنسان مهمشا مقموعا، أو محبطا، ويأكل اللصوص خيراتها.. الخ.. وحسب التقرير الواقعي؟
أي التقريرين يبدو زائفا، النظري المتخيل والممنهج تربولوجيا، أم المعاش المنظور واقعا؟
أو أيهما يمثل الحقيقة، المتحقق على الأرض، أم الغير متحقق الذي يحلم الإنسان بتحقيقه ؟
والسؤال “الأهم والأبسط” لكونه مزدوج: ما الواقع وما الحقيقة؟
هل الحقيقة هي زيف الواقع، أم الواقع هو زيف الحقيقة؟ أو- بمعنى آخر- ما حقيقة الواقع وما واقع الحقيقة؟
حيرت “الحقيقة” الإنسان منذ بداية التأريخ وأتعبت مفكري العالم وفلاسفته على مر العصور. فهي إيجازا عالم المثل، أو جوهر الأشياء، وهي الفكر المطابق للواقع، ثم المحايث له؛ كما صورها فلاسفة الإغريق مختلفين فيما بينهم كما أختلف اللاحقون بعدهم. وحتى ظهور مفهوم “نسبية الحقيقة” مع ظهور الفلسفة التشكيكية والنتشوية والوجودية وغيرها، وحتى قيل أواسط القرن العشرين (لحسم الأمر لربما)؛ أن جوهر الفلسفة هو البحث عن الحقيقة وليس إدعاء امتلاكها.
وكل البشر بتقديرنا يؤمنون بنسبية الحقيقة من حيث يدرون أو لا يدرون. والذين لا يدرون يؤمنون بنسبيتها حد التعصب من حيث لا يعلمون. فالإنسان المتعصب طائفيا على سبيل المثال لا الحصر، يؤمن بأن هويته الطائفية هي “الحقيقة الراجحة أو الأرجح”، المتفوقة بنظره على “حقائق” الهويات الآخر المنتمية لنفس العقيدة، فهو يعلن “لاشعوريا” عن “نسبية الحقيقة العقائدية” عبر تعصبه لما يراه من نافذة طائفته.
أما “الواقع” فبثقافاته ومجرياته لا ينفك عن السلطات الصانعة له، السلطة السياسية أولا، وهي “سلطة لاأخلاقية” كما وصفها ميكافيللي أحد أقطاب الواقعية السياسية، وهي هكذا على مستوى التطبيق بتقديرنا. تتبعها السلطة الدينية التي تحاول تشكيل الواقع ليكون مدخلا حسنا لآخرة تشبع الإنسان بعد مماته، وهذا اعلان ضمني بتصورنا، عن اخفاقها في صناعة واقع مشبع في الحياة الدنيا يحقق طموحاته. وتتبعها سلطات شتى متنفذة برؤوس أموالها وأفكارها أو فلسفاتها.
والفن نافذة حرة لاسلطوية، مشرعة على “الواقع” المتمترس بهذه السلطات والمصاغ بها، يستلهم منه ابداعيا أو يعيد صياغته عبر مؤثراته على ذات الفنان وعناصره المحفِزة لها، وينأى عن تقديمه بشكول تقريرية أو صيغ شعاراتية أو نسخه بورق الكاربون. وبتقديرنا، ابتعاد الفن عن واقع أو حقيقة الى ضفة آخرى أو عالم متخيل، هو بحد ذاته تعبير عن واقع غير مُشبِع أو حقيقة. والتصادم معه أو زحزحته فنتازيا، ثضمين لواقع مؤلم. تخريبه أو تجريده هو إحالة الى واقع مرفوض. وهذه أمور يلهج بها عالم الفن بوسائله الخاصة ويستلهم محفزاتها الجمالية عبر علاقة جدل وجداني مع العالم توحد أضداده أو تتصارع معها بكيفيات مبتكرة، فالسخرية والنكتة السليطة على سبيل المثال، هي المكون الجمالي في الكوميديا السوداء. والانتقال من التركيز على الشكول الكلية للأجسام الى ابراز سطوح أجزائها هندسيا، هي المكون الجمالي في الرسم التكعيبي. وتحرير متشظيات المكبوت في مكامن اللاوعي هي مكون جمالي في الفن السوريالي.. وهلم جرا.
للواقع والحقيقة قراءات لا تنتهي مرحليا أو بعد مضي المرحلة، ومطالبة الفن بتناول حقيقة أو واقع هي مطالبة غرضية هشة لفرض قراءة بعينها ومن نافذة محددة تقيد الفن وتتصادم مع نافذته الحرة. فلكل فنان فلسفته فيما يقرأ ويحيل الى أسلوبه الفني، بهذا تتسع نافذة الفن وتمتد آفاقه في كل الجهات والشعاب، وتتنوع مناخاته ومساراته بمصداقية بعيدا عن التصنعات الجبرية. والتأثر بمدرسة أو فلسفة بعينها يفقد مشروعيته إذا تقهقر الى نعرة عصبية ضاغطة باتجاه محدد. وكان الرسام والنحات الإيطالي مايكيل انجيلو على سبيل المثال، يرى في كل صخرة تمثالا يسكنها، يسعى النحات الى اكتشافه والاشتغال على تحريره من ثقل أوصالها الزائدة. تلك كانت فلسفته أو تصوراته الخاصة التي أثمرت عن منحوتات فنية باذخة الجودة والجمال. وكل الفنون بتقديرنا نحت في صخور صماء يرى الفنان فيها ما لا يراه غيره ويحاول تحريره بإزميله الخاص.
عودة وجيزة الى “الذكاء التذوقي” الذي ذكرناه هامشيا في الجزء الأول كضرورة لقراءة الفن. مع أن الذكاء بمفهومه العام، يرتبط بعوامل كثيرة مثل الوراثة والبيئة والثقافة، وترتبط به الذائقة تباعا؛ إلا أنه لا ينتج بالضرورة “ذكاءً تذوقيا” ما لم يتفوق على التعصب بشتى صوره ويتجاوز الحقيقة الى نسبيتها. فحتى القيم العليا المتفق عليها عالميا هي مطلقة فقط بدلالاتها اللغوية المجردة، فهي نسبية حال ارتباطها بموقف أو حدث. بالذكاء التذوقي يتسنى للإنسان فتح نافذة سايكولوجية صافية لفهم الفن لا تعكرها العصبيات. فلا يطلق أحكاما متوترة ولا يدفع بالفن كما يحلو له أن يكون، وطنياً أو قومياً أو عقائدياً، أو فناً سياسياً أو تراثيا، فالفن يحتمل كل شيء فلا يحتمل الجبرية. وينأى بنفسه عن غائيات التدنيس والتقديس الموحشة الى غايات فارهة تسع الهوية الإنسانية بذخيرتها الجمالية وأساليبها التعبيرية وذائقاتها المختلفة، والفن في النهاية ليس موضوعا بل أسلوبا، والأسلوب لصيق بكينونة الفنان وجوهره الوجداني، مع ضرورة التفريق بين الأسلوب والذاتية.
والإنسان وحسب الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز، هو “الحقيقة الأساسية” التي يمكن ادراكها في العالم، وبالإنسان وحده، يصبح كل ممكن واقعا.
—————
فاتن نور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://doroob.own0.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حول الفن وعصبيات قراءته (3) :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حول الفن وعصبيات قراءته (3)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة :: دروب أدبـيــة :: > مراجعات و دراسات أدبية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» شنطة سفر
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 10:04 pm من طرف للنشر

» ومازلتُ أُكابر
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 9:24 pm من طرف للنشر

» خطوة إلى الوراء
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 5:02 pm من طرف للنشر

» أنا والستارة الخجولة/ الشاعرة ميسا العباس
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:50 pm من طرف للنشر

» الراهبة / مختار سعيدي
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:42 pm من طرف للنشر

» حلم كأنت/ ميساء البشيتي
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:38 pm من طرف للنشر

» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 2:53 pm من طرف اسكن عيونى

» الذئاب /حنان علي
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:46 pm من طرف للنشر

»  نحو نقد ادبي موضوعي /د انور غني الموسوي
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:14 pm من طرف للنشر

» ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2015 5:15 am من طرف اسكن عيونى

» تجليات المعراج
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2015 9:55 am من طرف اسكن عيونى

» سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 29, 2015 8:36 pm من طرف اسكن عيونى

» ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 5:02 am من طرف للنشر

» قراءةٌ في رواية ديبورا ليفي (السّباحة إلى المنزل)
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:20 pm من طرف للنشر

» ابو بدر ياسين حيدر في الميدان يرحب بكم
حول الفن وعصبيات قراءته (3) I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:00 pm من طرف للنشر

المواضيع الأكثر شعبية
عرض كتاب الأسلوب والأسلوبية للمسدي / هدى قزع
شعر النقد الاجتماعي في العصر العباسي /هدى قزع
المنهج الجمالي عند الغرب/هدى قزع
قصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة
عرض كتاب الأسطورة في الشعر العربي الحديث
مفهوم الأدب عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين
الأدب المقارن /هدى قزع
آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
شفرة دافينشي" تفضح اسرار لوحة "العشاء الاخير
كتاب العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية / تأليف:أ.د.نهادالموسى
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأكثر نشاطاً
    ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
    موسوعة محمود درويش
    رســــــــــــــــائل حب إلهيه
    خلف النافذة الرمادية/ حسين خلف موسى
    يسألوني عن وجعي وأنت وجعي
    آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
    قصيدة بعنوان بئسَ الهوى
    قصيدتي الجديدة بعنوان: عرّابي
    ألعبد سعيد
    ميـــ ــلاد
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 121 بتاريخ الأربعاء يوليو 05, 2023 11:33 pm