أخجل أن أنظر إليها ، فكرت بنسيانها فهي لا تتقن إلا مهنة الكلام ، وأنا تؤذيني الحروف حين تصبح رداء شفافًا يريد أن يبين عن مساوئي … لملمت ما تبقى لي من ملامح بعد أن تحدثت معها ، وقلت لا بد أن أكون رجلًا وأتناسى ما سببته لي من جراح ، ارتديت أجمل ما لدي وخرجت إلى الحديقة المجاورة لي ، حاولت أن أمسك بفراشة خفيفة وأمنعها من الطيران ….
هذه الفراشة تذكرني بتمردها ، وأنا أكره ما لا أقبض عليه …..أكره المتمردات………..وما هي لحظات حتى تزلزت الأرض من تحته فغيبته صارخًا وحلقت الفراشة بعيدًا .
ان لها قمرًا في حياته فوهات كثيرة ولا جاذبية على سطحه ، وهي ما عادت تفكر بالحياة خارج كرتها الأرضية البيضاوية ، قطبان متجمدان يحصرانها ، وخمسة محيطات تغرق فيها أحلامها ، وبحار تجدف فيها بقصائد أيامها ، وسهول تتطاير فيها فراشات عمرها ، ووديان تطوي فيها سجل آثامها ، وصحراء تموج رمالها ساحبة ما تبقى من صور أحزانها ، وبيت جليدي يذوب ويظل سجانها .
كم مرة يمكن أن تخسر وأنت تزرع فكرة في حقل الربيع وتنساك قبل أن تنساها ؟ كم أرجوحة علقت خيوطها في شجرة وما وجدت مقعدها فتمسكت بخيطيها دون أن تنقلك إلى الأعلى ؟
كم فتشت عن أصابع تشتبك بأصابعك ثم قبضت يديك بشدة متناسيًا عناء البحث والضجر ؟
………..قولوا: من هؤلاء العمالقة الذين حجبوا الشمس وصاروا مرايانا في كل يوم ؟لقد مللنا ما تبثه” الفضائيات” من صور أرضية ، نريد أن نرى الفضاء والكواكب ، ونتيه بأغلفة الكون كنجمة منسية .