الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة أدبية منوعة
 
الرئيسيةدروب أدبيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للموقع، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،  كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في الموقع، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كما يكنك إضافة مقالك عبر /  إتصل بنا /

 

 النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
للنشر

للنشر


المقالات : 707

النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  Empty
11042015
مُساهمةالنظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان

النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  851a3e9c866bd8216df247b9d7bec9b3_M


ان التجلي الانسان في الالفية الثالثة يشويه القليل من التوجس و الكثير من الترقب لما قد يحمله من المفاجات, لأن الانسان يشهد ثقافة جديدة منفصمة عن خصوصيات ثقافة الأمس و لا سيما الثقافة الشعرية التي تتضح تجلياتها في مجموعة من الكتابات و نتحسس معالمها في تشكيل بنياتها فوق هندسة و برمجة عقل ثقافتها, في بعد معرفي شمولي متفاعل مع البيئة من أجل بلورة هندسة شعرية جديدة الذي طالما كان محصورا في اطار الوزن و القافية.
ان الألفية الثالثة تتسم بكونها انساقة في فكرما بعد الحداثة و الحداثة الخلاقة و فتحت الباب بمصرعيه على الثقافة العولمية و الثقافة التنموية, بعد ان انهارت الحداثة التي بنت لبنتها على الانساق السرديات الكبرى المعتمدة على المنطق الاجباري القطعي و على شرح و تفسير المواقف الايديولوجية و الارتكاز على الثنائية الضدية وعلى الخصوص التقليد و التحدت .
و ان هذا التغيير يعود الى البحوث الاركيولوجيا التفكيكية و السيميائية و الاثنولوجية, حيث اهتمت بالتواصل الذي هو عبارة عن علامات لغوية و غير لغوية تكونت في انساقه سياقية, حيث ان النص يكتشف أنوار الحياة و الواقع مبينا باطن الاشياء و النص هو شكل فني معاصر له زيادة في التحديث و تخييب افق انتظار القارئ, نظرا لاتصاله بالمجال الالكتروني و فضاء الشبكة العنكبوتية حيث انتقبت منها المدونات الالكترونية التي تشكل فيها نصوص مترابطة متشابكة ابداعية . و يمكن تحديد عناصر النص المترابط في الخطاطة التالية.




و يتضح من خلال الخطاطة أن النص الترابط هو مجموعة من الروابط الذي يستعمل لغة ابداعية كيماوية يتفاعل فيها مجموعة من الاجناس الثقافية , فالابداع الشعري عند ولاء زيدان فن تواصلي يبرمج تفكيرا و رؤى من خلال التجربة الذاتية التفاعلية مع المجتمع, و ثقافته لتنمية الشخصية و تشكيل سلوكيات لتغيير او تخييب او استمالة أو استجابة أفق انتظار المتلقي . فالكتابة الشعرية في نصوص و لاء زيدان ميالة الى الابداع و التفكير الهندسي . لكونها تترجم التجربة الشخصية التي تتضمن ما يدور داخل عقل الشاعرة وما يحول في العالم من حولها , لان تجربتها الشخصية متمايزة و متباينة عن الشاعرات الاخريات من حيث مداركها عن العالم لاشياء تؤطرها تناصات الهندسة و المعمار بشكل فريد مندمجة في قيمها و اتجاهاتها.
الوعي الشعري في شعر ولاء :
و يعد الشعر الهندسي نمطا من انماط الكتابة الابداعية الحاضرة في متون ولاء زيدان حيث تضم في بنياتها سمات الكينونة السامية, لان نصوصها الشعرية نوع من العشق الابداعي التأملي في الذات الانسانية و في الاخر بعيدة عن ضجيج خطابات الشعر الفيسبوكية لكون ان الابداع الشعري, كائن في الذات الشاعرة و يتغدى من رواقد الالهام و النظم التعبيرية المتجلية في المشاهدة و السمع و الشعور الداخلي لكونها تستدعي الذكريات او الخيال او المشاهدة لتكوين التجربة التخيلية, التي تساهم في احداث بنية التغيير في طبيعة النص الشعري تشكل النظم التعبيرية في شعر ولاء فالنصوص الشعرية لولاء زيدان أثناء تشكيلها استعملت النظم التعبيرية يعني بدورها الى ضوابط المتمثلة في :
ضابط الصدارة وهو يستعمل لتخزين المعلومات المتعلقة بالحاسة التي تعود الى الذكرى
ضابط اختيار الطريقة لتناول بها المعلومات مستعملة النظام التعبيري البصري وهذا لا يعين في التفكير بالصور فقط و لكن هي طريقة السهلة و الاقرب الى الشاعرة, حيث تمكنها من وضع لغة تواصلية مع ذاتها و مع النظم التعبيرية الاخرى المجاورة لها و تفاعلها بذلك فتكون الكلمات و التعابير البلاغية في النص لها ارتباط بالنظم التعبيرية حيث تجد الكلمات الدالة, و المهيمنة ترتبط بالنظام التعبير البصر و يليه نظام الحوار الداخلي الذي يستخدم الكلمات المجردة و الاهتمام بالمنطق و كل ما هو معقول , وهذين النظامين ينسجمان و يتفاعلان عن طريق الانسجام المتزامن و الجانبين هناك نظام مرتبط بالسمع و تجويد الكلمة .
و ان هذه الضوابط تفرز سلوكا له معنى لتحقيق هدف, يمكن في اكتشاف كل الجوانب الابداعية الممكنة في المواضيع الوجدانية, و تحرير العقل من الافتراضات المسبقة عن موضوع النص , و بالتالي يفسح مجال للفكر الابداعي الجديد عن طريق اللغة المكونة من الكلمات التي لها دور حيوي في الابداع, ليس فقط الكلمات المتداولة و لكن ايضا الطريقة التي يعالج بها الكلمات في كل هذه العوامل, لها انعكاس على ابداع الشاعرة لان الكلمة المفردة يمكن ان تُحدت تأتيرا كبيرا على المعنى عند استعمالها في بنية التعبير, و يساهم هدا التأتيراسهاما كبيرا على التعدد في تأويل المعنى عند استعمالها في بنية التعبير, و يمكن أيضا هذا التأتير في اللبس الذي يحدت بين الهوية و التوكيد في غيابها و حضور الغربة و الاغتراب , فاستعمال الكلمات الدالة على الكينونة فانها تحدو طريقة تتمتل في التعميم و التجريد و المطلق مما يؤدي الى فقدان الفهم الحقيقي للمعنى و القصدية و الولوج الى المعنى التعددي الذي يستنبط الا عن طريق التأويل.
و ان التركيب اللغوي في النصوص الشعرية منسجم و متناغم لكونه يعبر عن الافكار و المفاهيم مع وجود سلسلة تمتد بين الحركة و الوصف , و تكون في احدى سلسلة التي تستخدم الشاعرة فيها لغة منفصلة و محددة تماما , و في الطرف الثاني للسلسلة يتم استخدام لغة الغموض لتوليد تداعيات خاصة بافكار جديدة و غريبة تصاحب الافكار الموجودة بالفعل و استخدام الالوان و الاشكال المختلفة , و الجمع بين عناصر غير مقلدة و التركيز على البعد و استخدامه و خلق اطار تصوري جديد , يمكن من خلاله اعادة تنظيم الافكار السابقة و التجاوب مع الجانب الجمالي و العاطفي للشئ .
و يتضح ذلك في عملية الابداع التي تمارسها الشاعرة التي تتشكل عن طريق خريطة العقل , التي هي طريقة ابداعية تستند الى التدوين الملاحظات والومضات الشعرية, و يتم هندستها في هيكل شعري الذي يضم رؤيا وان هده العملية تمر بعدة مراحل أهمها, رسم الصورة مركزية حافزة محررة من انماط التفكير التقليدية لاجل توليد الافكار جديدة , حيث يقول في هذا المضمار الفيلسوف رودلف فليش : ” ان الفكر قد يعني ببساطة الادراك انه ليس هناك ميزة خاصة في انجاز الاشياء بنفس الطرق التقليدية التي كانت تستعمل لتنفيدها , و من ثمة تليها عملية تجميع الفروع الاساسية لفكرة مركزية و بناء التدرج الهرمي و البحث عن تداعيات جديدة , و اعادة النظر في سياق الخريطة العقلية التي تساعد على عملية الاستكشاف العقلي و النمو الفكري و الربط بين العناصر المنفصلة لتكوين رؤى جديدة .
الوعي في شعر ولاء زيدان : ان المتون الشعرية لولاء زيدان تحمل في طياتها الوعي الذي يصدر من الذات الشاعرة التي تتاتر و تستعمل و تستجيب لمعطيات خارجية , التي تعتبر قوة ابداعية تختلف الصورة تتفاعل فيها مكونات العالم الطبيعي بمتيرات صادرة عن احدات الزمن, تتقاطع كرنولوجيته و تعاقبيته بتزامنيته لتوليد ازمنة استشرافية التي لها بدايتها في الافتراضية و تسلسل التطوري و نهايتها , حيث أن كل حدث يتصارع طبقا لصوره المحددة لتتبيت صيرورتها لكونها تنبتق من الطبيعة الذاتية التي يتكرر فعلها في زمن التي لم يستع الشاعرة بالتكيف معها لكونها صادرة من الذات الانسانية التي تختلف في تكوينها , مما ولدت سلوك يتسم باسلوب حزين اغترابي لم تستطع التكيف مع الواقع مما ولد لها قلقا الذي دفع بها البحث عن تحقيق التغيرات و ذلك عن طريق الهندسة التأملية و التفكير في عالم جديد بداخلها و التواصل مع النفس الداخلية لتحقيق القدرة على التفكير و ابداع رؤيا , تستند الى اللغة و الايقاع و اللون و الخيال و الشمولية و الرمزية و الهدف و بناء الاحداث و التخيل ووجهة النظر و ذلك في حالة الاسترخاء حيث يتواصل فصي المخ لتوليد الافكار غير مألوفة لتخييب افق انتظار القارئ لكون الشاعرة تخلق واقعا احتماليا .
يتجلى ذلك في متونها العشقية أما المتون التي كان فيا الشاعرة متوترة و صدرت لا شعوريا على التعامل مع نصف عقلها الايسر , نلاحظ فيها هيمنة الكلمات الانفعالية و تتباع الاحداث و تحليل و تمكن في متن الرقص و في نفس المضمار نجد المتون الشعرية لولاء , ارتكزت الى الفص الايمن لتوظيف بعض الخيالات و احلام اليقظة و الايقاع و لاسيما البصري و اللون و الشمولية و منها نص الشعري الام ,و يتبين من خلال ما سبق أن الوعي الذاتي للشاعرة يستمد مادته من الواقع المتفاعل مع اللحظة المعرفية بتجلياتها ,السياسية و الثقافية و الاجتماعية و الايديولوجية مستلهمة حضورها من البعد الحضاري للانسانية معتمدة على الادراك الفطري الذي يرتبط برؤية شعرية معتمدة خاصة نابعة من المتالية و نابعة من الفطرة , و هذه الشاعرة التي نطلق عليها غالبا الشعرية لها منطلقات خاصة و تتجاوب في الوقت ذاته , مع صورة اولية للشاعرة و مع حالة معرفية للوجود ترى الوجود بنظرة معرفية تقوم على التوهيم المثالي و لا تقوم على المعرفية التجريبية.


و يمكن ان نستدل بالبعد التوهيمي في المتون الشعرية للشاعرة , حيث تستخدم الشاعرة الكلمات ليست بدلالتها المتداولة في الثقافة الجنسية و ان لها تخيلي خيالي , فهي حسب السياق و الظروف و الاحداث و التي تم نسج فيها النصوص الشعرية التي تناولت حقول دلالية متعددة مرتبطة بالانسات و الارض و الحرية والعشق . فالوعي في المتون الشعرية لولاء احداث يتدرج عبر حالات البصر و السمع و الشعور و اللاشعور, اطلاقا من اللغة التي هي تعبير خارجي عن خبرة داخلية و النمودج يعتبر أن اللغة هي البنيان الظاهري الذي يعبر عن البنيان العميق , او الخبرة ان اللغة ليست حقيقة انها ببساطة نعبر عن الحقيقة , واذا كانت واضحة و تعبر عما يعنيه الشخص فانه من الممكن تحسين فهم الخبرة الحقيقية للشخص فاللغة تبرز هيمنة الحاسة عن باقي الحواس الاخرى , ففي متون الشعر ولاء زيدان نلاحظ سيطرة ثلاث الحواس و هي : البصر و السمع و الشعور, لكون الشاعرة تستعمل الاصوات المتموجة بين العالي و المنخفض و الناعم و الخشن والواضح و الغامض و السريع و البطئ و المستمر و المتقاطع , و لها علاقة تفاعلية بالحوار الداخلي في سياق شعوري حسي الذي يستعمل كلمات دالة بصرية. فالوعي في المتون الشعرية لولاء تتشكل عن طريق خريطة العقل هي طريقة ابداعية فعالة لتدوين الومضات الشعرية و الملاحظات و الادراكات و تشجير هندسة المتن الشعري , بالذات في مراحله المستوعية داخليا بدرجة عالية متفاعلة مع البنيات الاجتماعية متميزة غير قابلة للاستنساخ ,لان الوعي بالكتابة بمتابة استرجاع الانسان ذاكرته و تذكر الاحداث الممسوحة لكونه وعي بحقيقة الوجود في الازمنة الثلاثة الماضي و المضارع و المستقبل , بذلك فالشاعرة تنتج متون نوعية لان الكتابة الشعرية ترتبط بين الأنا (المبدعة), و الاخر ( المتلقي ) في فعل القراءة و الرابط بينهما فعل الكتابة و ليس بينهما المطابقة و انما ينتج عنها الاختلاف الذي يولد شكلا جديدا منفتحا له علاقة بالبنية الاحالية او ما يسميها جاك درذا “بالتناص و لا سيما بالثراث و بالخط و علم الخط للكشف عن نفسية الشاعرة من خلال كتاباتها “. الاجناس والانماط الشعرية في كتابة ولاء زيدان: ان النصوص الترابطية المنسوجة في الحاسوب الالكتروني ،فعلت فعلها في كتابة ولاء زيدان وغيرت في اساليبها وفي شكلها وفي هيكلها وفي بناء صياغتها وفي موضوعاتها ،وتفاعلت فيما بينها ،وولدت اشكالا تعددية وتفاعلية وتداخلية ،لاخصاب كتابتها واخراجها الى التميز والتفرد، وطبعتها بطابع التامل وتوظيف الانساق والعلاقات بصفة عامة ،من اجل احداث معجمها الابداعي وتطوير تقنياته الصياغية، حيث يتجلى في ادماج مستويات الاجناس الادبية الاخرى لتوليد اجناس شعرية جديدة متناسقة مع الثقافة الجديدة وتتمثل في بلورة جنس شعر القصة القصيرة جدا حيث استطاعت في النص الموسوم ب ” العنف الجامعي”, ان تدمج مستويات النسق السردي المتمثلة في الوظائف والافعال والخطاب والوصف في الانساق اللغوية والنحوية الشعرية والاشكال الهندسية حيث اعتمدت على التداعيات الذهنية والعاطفية والمونولوج الداخلي وتكثيف الايحاء والمفاجاة والمفارقة . وان الثقافة الالكترونية ساهمت في توليد اجناس شعرية جديدة , والتي هي حاضرة في نصوص ولاء زيدان وتتمثل في شعر البرقية وشعر القصة القصيرة جدا وشعر الخاطرة وكل هذه الاجناس تتاطر في نمط الشعر الكينوني , الذي يتشكل وفق تتابع البنيات الشعورية التي تبلغ اعلى درجة في حالة العقل الباطن , اي انها تنزع الى العاطفة والارادة الذاتية حيث تتسم بالحركة التغييرية المستمرة. وان هذا النمط يستعمل معجما شعريا خاصا به حيث يعتبر الركيزة الاساسية في تاسيس متونه , حيث يحتوي على مجموعة من الالفاظ التي تثير المشاعر الوجدانية خارقة القانون المالوف وشحنها بدلالات متعددة. والحق ان هذا النمط ارتبط ارتباطا وثيقا بالايقاع الداخلي للذات، وذلك لابراز قوة الانفعال في توظيف البنية الصوتية داخل الجملة الشعرية والتركيب الشعري لتحقيق الكينونة الذاتية والكينونية الفضاء , مع تضمين الزمان بكثافة حيث يتولد عن طريق المعاناة والصدمة والتوتر النفسي , من خلال الحركة الشعرية التي يتم صياغتها في نسق حدسي عبر العلامات والرموز الشعرية ومقولات حالية، وداخل هذا النمط نجد الشاعرة بلورت الى جانب جنس شعر القصة القصيرة جدا جنسين اخرين يتمثلان في : شعر الخاطرة : ونعلم ان شعر الخاطرة يتميز عن الخاطرة لاستعمال الكلام المتداول انطلاقا من تشكيل اللغة وابداعه, في صورة شعورية يستعمل الدلالة النفسانية في معناها السياقي والاحالي والمرجعي لكون شعر الخاطرة , يستخدم كلمات بينية ليست غريبة عن التداول ولا منغمسة في اللغة المتداولة والمشتركة تواصليا، فهي تتارجح فيما بينهما وتتقلب في بنيتها حسب تغيير المستمر في الذوق والانساق والسياقات الفنية والجمالية وبالرغم من ذلك فان عنصرا واحدا يظل ثابتا في شعر الخاطرة هو انه تعبير عن اشياء ومفاهيم تعبيرا ايقاعيا وماضيا عميق الدلالة في الوجدان و الشعور كما هو في النص الفقد . وبالموجز ان شعر الخاطرة يقول شيئا ويعني شيئا اخر ، عبر تحول الدليل من معنى الى اخر وتحل كلمة عوض اخرى في جملة احالية, كما حدث في النص الشعري الذي يبتدا بامسك بها من الخاصرة, حيث وظف “الاحالة التي تاسست على امتصاص مرجعية لغة القران وتحويل بؤرتها لتحقيق رغبة وجدانية كامنة في ذاكرة تدرك تنويعا ,وليس تغييرا على الشكل الثابت. فشعر الخاطرة يهيمن عليه المنولوج الداخلي الذي يترتب عنه رؤيا داخلية , التي تقدم ومضات وخلجات ذاتية شعورية في مواضيع مختلفة , التي يصعب ملامستها بسهولة، كما تستعمل الايجاز والاختزال و الخلو من التفاصيل وانتقاء صوت ايقاعي, من حيث تجانس وتالف الحروف والمفردات والجملة الشعرية كما هو الحال في النص الشعري الذي يبتدأ في الغاب عندما السبع غاب. و كما نجد في شعرها جنس اخر الذي اسميه بشعر البرقية الشعرية , و تعتبر البرقية الشعرية بانها اخبار عن الحدث او الفعل الحالي او الشعور الوجداني المفاجئ , الذي تم تشكيله في الصندوق الابداعي في ومضة تصورية عبر الحدس او التخييل, في صياغة مسبوكة بالفاظ كثيفة وايحائية وموجزة تتمظهر في بنية اقتصادية مختزلة في الايقاع الذهني والتركيز على الوظائف الاساسية والافعال الحالية والسببية والنواتية تتشكل , من افعال الحاضر وماضي الحاضر دون اسهاب او استطراد في التفاصيل او الحشد والحشو اللغوي . يتمتع النسق العام لتنظيم نص البرقية الشعرية بخصوصيات تميزه عن ما الفته نصوص شعر التوقيعة او ما شابهها من نصوص , حتى الى التاريخ الذي تم نشره ومثال ذلك النص الشعري الذي يبتدأ بابتسم صوب اليسار . فنص برقية الشعر ارتكز بالاساس على الخبر واتخذ منه مادته الاساسية لان الخبر تحتمل الصدق والكذب مما يضفى قيمة شعرية, من حيث الايحاء والايماء ويخرج لغة الصحافة من تقريريتها الى لغة ابداعية تلغرافية، لكونه يبدي موقفه وبعده في القفلة وليس في الاستهلال العتبية وهذا ما يميز البرقية الشعرية عن البرقة الصحفية، لان بغية النص تكمن في ترسيخ كينونته الانطلوجية الابداعية التفردية وتكسير بنيات الاجناس السائدة مما جعل النص يعتمد على الايحاء الحسي الشعوري وليس الحدسي. ويتمتل في و كل عام أقول فنص برقية الشعر يتورزع في اربعة اقسام متتابعة بما يخدم الموقف المقصود من موضوع النص على النحو التالي: 1. مقدمة استهلالية عتبية تكمن في العنوان الذي يساعد على التحكم في ترابط انسجام النص وفهم وتفسير وتاويل غموضه. 2. تلخيص التجربة المعاناتية للمجتمع العربي بايجاز هائل مع تكثيف الدلالة واختزال المفردات في ايحائية وايمائية والارتكاز , على الاحداث والاوضاع والافعال لاضفاء هندسة حركية مستمرة للزمان لكونه بؤرة الالام والمعاناة. 3. فالبرقية الشعرية الاخبارية ترتكز على الومضة التي تمثل حالة شعورية في النص تكمن في قول لا وهي حالة استثنائية متغيرة ,التي استدعت ولادة لحظة الامل والقطيعة مع الليل الذي ترتب عنه التوتر الشديد الانفعالي والفعلي، حيث اظهرت اللحظة الموقف الشعري المهيمن في النص والعاطفة، لكونهما يشكلان الاطار المحوري لبناء النسق النصي للبرقية الشعرية في صياغة ايقاعية موسيقية مترابطة في علاقة الكلمة باصواتها وتموجاتها الحركية بين الافعال والسماء والحروف. 4. القفلة ليس فيها الفجائية والاندهاشية وصدم القارئ لتتولد له مجموعة من الاسئلة وانما اعاد المقدمة الاستهلالية للتاكيد عليها وضبط انسجام الرؤيا الموقفية للنص في حلم لحظة الامل. و بالامكان ملاحظة كون بناء النص على هذا النحو لا يفارق كثيرا البنية العامة للقصيدة القصيرة وشعر التوقيعة , بل انه عدا التركيز على الايماء الاخباري والومضة الدلالية النفسانية التي تسلط الضوء على الزمن والمجتمع الانساني والتجربة المتمثلة في الحزن والياس والتحول الى حلم لحظة الامل يقيم نوعا مع هذه البنية. وهو مع التزامه البناء المعهود في نسيج القصيدة القصيرة.. وفي النصوص الشعرية مجموعة من العلامات التي تميز قوة تشكيله وتتمثل في : *الاعتماد على الجمع بين الاجراءات المتناقضة المعتمدة على التضاد مما ادى الى تغييب الاوزان العروضية المتداولة والاعتماد على الايقاع الذهني, ويتحدد في الايقاع المرتبط بحالة المتكلم في النص التي تعرف تموجات وانفجارات عاطفية وانفعالية والشعور بالياس , الذي ترتب عنه الرفض ثم الانفصام وتوليد حلم لحظة الامل , التي انغمس في البنية الموسيقية الصوتية للحرف والكلمة وصياغتها في السطر شعرية , غير متوازية ومتوازنة والاعتماد على الرمز واللقطة والتوقيع وفلاش باك والمنولوج الداخلي وتعدد الاصوات في النص.. والاستناد الى الوحدة العضوية المرتبطة بالانفعال الشعوري لكونها تجمع بين الاشياء المتافرة والمتباعدة في النص .
*وكما أن الخبر يخلق عالما شعريا في نصوص الشاعرة حيث اصبح يفرض سلطته على الشاعر والنص، فهو الذي يقدم الموقف والبديل، ومن خلالهما يسيطر على الادوات الابداعية وتكون خاضعة له ويؤسس رؤيا الشك التي تحتمل الصدق والكذب، فالخبر يغيب لغة التساؤل والتغيير وخرق المعاجم الشعرية فاذا تصفحت المدونات الشعرية الموازية للنص المدروس , تجد نفس المعاجم المتداول مما يجعل النص يفقد سحر الخيال العميق المعتمد على الحدس , ويلجا الى الادراك المباشر لكون هدفه يكمن في تعميم الخبر واستجابة القارئ لافق انتظاره وليس تخييبه. يشكل الايحاء مادة نواتية داخل نسق النص من خلال الكلمات الرمزية والاستعارية ولا يمكن معرفة الحيز المركب للايحاء ,الا من خلال الانتقال من الوحدة التركيبية الى نظام الوحدات الدلالية عبر العلاقات , وتواتر الاستعمال في سياق النص داخل شبكة من سياقا معجمية وتركيبية وظواهر الاجتماعية والمورفولوجية المجتمعية والافتراضية والاحالة التعينية المباشرة للكلمة التي لها, استعمالات احالية ومرجعية اعتيادية دون تجريدها من تجلياتها الظاهرية وانما تم الباسها الافعال بالقوة لا اختيارية نظرا لهيمنة الخبر وصراعه مع الخبر المضاد. و مجمل القول ان الكتابة الشعرية تعمق الشعور بالذات بالمعنى الكتابي ليس بمعنى الشخص المباشر لان الملكة التخيلية تخفي نغمتها الخاصة , على التجربة لاعلاء من حيوية الخيال ووظيفته لانها تستطيع الانفصال عن السياق لتولد صورة اخرى سياقات جديدة فتولد الكتابة المتعددة , التي تميل الى التركيز الانتباه على كيفية و اليات الكتابة و استخدام خاص للغة و هو نص يحيل الى ان يكون واعيا بنفسه لخلق اللذة الشعرية , لكونه يهز الثوابث التاريخية و الحضارية و الثقافية و النفسية لدى القارئ .ــــــــــــــــــــــــــــــــ


الهوامش عادل لضرغام : الوعي المعرفي بين الفطري و التجريبي جريدة الوطن عدد 1810 بتاريخ 2005-9-13 كارول هاريس : البرمجة اللغوية العصبية N.L.P ترجمة مكتبة جريد ص 88


*الدكتور الشاعر محمد أزلماط
ناقد سيميائي و شاعر من المملكة المغربية له عدة كتابات في النقد السيميائي و تحليل الخطاب الديني و من كتاباته خصوصيات تشكيل الشعر العربي المعاصر مقاربة سيميائية و عناصر الحداثة في الشعر العربي المعاصر نمودج عبد العزيز المقالح و تحليل الخطاب الشعري العربي المعاصر .
ولديه 4 دواوين الشعر
شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها وحاصل على دبلوم في التواصل
مستشار رئيس مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://doroob.own0.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة :: دروب أدبـيــة :: > مراجعات و دراسات أدبية-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» شنطة سفر
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 10:04 pm من طرف للنشر

» ومازلتُ أُكابر
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 9:24 pm من طرف للنشر

» خطوة إلى الوراء
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 5:02 pm من طرف للنشر

» أنا والستارة الخجولة/ الشاعرة ميسا العباس
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:50 pm من طرف للنشر

» الراهبة / مختار سعيدي
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:42 pm من طرف للنشر

» حلم كأنت/ ميساء البشيتي
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:38 pm من طرف للنشر

» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 2:53 pm من طرف اسكن عيونى

» الذئاب /حنان علي
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:46 pm من طرف للنشر

»  نحو نقد ادبي موضوعي /د انور غني الموسوي
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:14 pm من طرف للنشر

» ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2015 5:15 am من طرف اسكن عيونى

» تجليات المعراج
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2015 9:55 am من طرف اسكن عيونى

» سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 29, 2015 8:36 pm من طرف اسكن عيونى

» ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 5:02 am من طرف للنشر

» قراءةٌ في رواية ديبورا ليفي (السّباحة إلى المنزل)
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:20 pm من طرف للنشر

» ابو بدر ياسين حيدر في الميدان يرحب بكم
النظم التعبيرية في شعر ولاء زيدان  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:00 pm من طرف للنشر

المواضيع الأكثر شعبية
عرض كتاب الأسلوب والأسلوبية للمسدي / هدى قزع
شعر النقد الاجتماعي في العصر العباسي /هدى قزع
المنهج الجمالي عند الغرب/هدى قزع
قصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة
عرض كتاب الأسطورة في الشعر العربي الحديث
مفهوم الأدب عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين
الأدب المقارن /هدى قزع
آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
شفرة دافينشي" تفضح اسرار لوحة "العشاء الاخير
كتاب العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية / تأليف:أ.د.نهادالموسى
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأكثر نشاطاً
    ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
    موسوعة محمود درويش
    رســــــــــــــــائل حب إلهيه
    خلف النافذة الرمادية/ حسين خلف موسى
    يسألوني عن وجعي وأنت وجعي
    آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
    قصيدة بعنوان بئسَ الهوى
    قصيدتي الجديدة بعنوان: عرّابي
    ألعبد سعيد
    ميـــ ــلاد
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 121 بتاريخ الأربعاء يوليو 05, 2023 11:33 pm