أمسكْ شَفتيكَ
أمسكْ شفتيكَ عن ندفِ القصائدِ السريةِ
أمسكْ شفتيكَ عن بذرِ القُبل ْ
لنجومِ السماءِ اللاهِثةِ خلفَ القمرْ
فلا أنتَ تستطيعُ أنْ تهدي قلبكَ أيامَ الأستواء
خارج َ النص ِ
ولا أنتَ تستطيعُ
ضم الجوريةَ الحمراء ِ حين يجنُ الشوق
خارج َ السطر
سَتحرِقُكَ القصائدُ السرّيةُ
ستحرقُكَ
رعشاتُ النراجس ِ
على كتف ِالفراتِ وبردى والنيل
أن أنتَ لم تطلقْ قلبُكَ لكفِ الريح ِ حُرا طَليقاً
يُعانقُ توأمهُ على غرة ِ الكون ِ
ويكن هو هو
لا تدعْ جِهات الرؤى في حدقتيكَ
تُسرفُ في الشّعر ِ
فغيرُ معبدَ الفجرِ وبريقَ النبض ِ وسكّرةَ التماه ِ
مع نجّمَة ِ الصبح ِ
ما كانَ للقنديلِ سرٌ للضياء ِ
تظّلُ هكذا
تَعدُ أزهارَ الشفاهِ و تَشربُ الأنفاسَ خمرا
وحينَ صرتَ
على مَسافة ِ قبلة من وجهِ البوّابةِ الكوّنية
بعثركَ نشاز ِ يسيرُ جانِبك َعلى الرّصيف ِ
بعثركَ جنونكَ بإستكشاف ِالألحين ِ
وترُ تغريهِ تنهدات اللجيّن ِ
على صدر ِ البُحيّرات الفاتحة ِ الزرقة
هكذا يظلُ رامبرانت يَرمقكَ بقوةٍ
باحثاً في عيّنيكَ عن كَمّشةِ النورِ المُخبأ
بينما " إنانة ُ " تمدُ الأفقَ بحلم ٍ ضَوئي
تستلُ منهُ استشَّراقاتهِا
تودعُ صَباحاتِ البرد ِ في الّجرح ِ
لأيام ِ استوائية ٍ
تَجعلها تُسطّرُ القصائدَ السريةَ بصُوفية ٍ مُطلقة
تنثرها على أفقية َ البحر ِ بريقَ
غادرْ الشفاهَ بعيدا عن رسمِ أزهارِها
خيولاً تعّدو في قلبكَ
حين يَنبَثقُ الأسى لِوجهِ القُبلةِ
غادرْ حينَ يَصيرُ الشِعرَ حريقاً
يأكلُ الندى ويُوزع ُ الحب َ بالمجان ِ
أو اصنعْ اللحظةَ
التي تريدها رغماً عن أنّفِ المُستَحِيل
ودع عبثية َ المجاز
لكني لن أغادرَ وجهَ الحلم ِ
سأدعه ُ ..
ينّدلقَ شَهاباً في دَمي
فما كانت القيثارةُ يوماً إلا لعازِّفها
شتان َما بينَ زجاجةٍ تدارُ على الكؤوس ِ
وقيثارة ٍ تنثر ُ الأناغيم َ في المعبد
سأتنهدُ حُروفَ الشوق ِ في كف ِ المُطلق ِ
فلا بد يزورهُ بحفيفِ الريح المَجازُ .