حين أطربتني التقاسيم وهزني لحن الأغنيات / قراءة

المقالات : 707

بقلم ف الزهراء بولعراس

هذه القراءة في شعر نور الدين جريدي ليست نقدية بل هى قراءة تفاعلية
حين أطربتني التقاسيم وهزّني لحن الأغنيات في شعره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن قراءتي الأولى لقصيدة – تقاسيم- أحدثت في وجداني خذرا لذيذا رحت أنسج على إثرها مقطوعة مشابهة لكن الخوف من اتهامي بالسرقة الأدبية غير فكرتي إلى الغوص فيها والبحث عن مكنوناتها اللغوية والشعرية وأيضا اصطياد بعض الهفوات التي قد لا ينتبه إليها الشاعر وهو في فورة انصهاره الشعري فالتراكيب والألفاظ تبقى عاجزة عن استيفاء اللغة الفنية والغوص في عمقها وضيائها كما ألمح الشاعر إلى ذلك مقدّما لما اعتلج بصدره
.كان الجرس الموسيقي للتقاسيم جميلا ورائقا اعترته بعض المعوقات اللغوية أو لنقل بعض المفردات التي لم تكن منسجمة
أمهليني
أعزف الشعر لعينيك إجلالا
إن في الروح غناء
لم تغنيه شفتاي
مهما كان الإجلال يعكس ما بوجدان الشاعر والذي لا يحسه بدقة سواه لأن اللغة تبقى دائما عاجزة عن استيعاب الروح فإني كنت أفضل أن يقول:
أمهليني
أعزف الشعر لعينيك نشيدا
إن في الروح غناء
لم تقله شفتاي
لأن النشيد يناسب العزف أما الغناء فهو يناسب الشفاه لكني فضلت القول الذي ينضبط مع الوزن إضافة إلى الخلل الذي أحدثه الفعل المعتل غني والذي لم تحذف حرف علته عندما جزمته بلم مع أن الوزن لا يستقيم لا مع الجزم ولا بدونه
وظفت بعض الكلمات توظيفا خاطئا مثل دماي التي تقصد بها دمائي ولكي لا أتعب الشاعر با لتفاصيل التي كان من الممكن أن يتوصل إليها بنفسه لو تريث قليلا فقط في نشرها لأن سرعة البوح والمجازفة بسرعة العرض سمة رديئة عند كل الشعراء ولذلك ترى بعض الأدباء والشعراء يخجلون من بعض كتاباتهم أو أشعارهم السابقة ويعتبرونها غير ناضجة وهذا الصحيح لأن الكتابة كأي مولود فني آخر تحتاج إلى العناية والاهتمام الجاد لكي يستوي ويشتد عوده والشاعر أكثر عجلة من القاص والروائي لأنه ينقل كلماته من وجدانه المشتعل والمتذبذب في نفس الوقت .وها هى تقاسيم وقد ألبستها كلمات أخرى اعتقدت أنها أضافت إلي نغماتها الجميلة نغمة أخرى وإني أستسمح الشاعر إن لهوت بها قليلا لأن القصيدة لم تعد ملكا له بل أصبحت ملك القراء والنقاد
أمهليني
أنشد الآن قصيدي ومناي
ازرعيني في سنا الأطياف
نورا
أيقظيني من أحلامي
انزليني من سماي
صرت أنت كنسيم
في شفاهي ورؤاى
إن في عينيك حبا
أينع الآن فتانا
في شبابي وصباي
اعذريني
قد تماديت جميلا
أحمل قلبي شهيدا
في تقاسيم هواي
في قصيدة لحن الأغنيات كانت الألحان منسجمة والموسيقى عذبة والجرس رائق وشجي ومع ذلك فقد وجدت تفاعلي معها يعبث ببعض الكلمات فكانت بعض الأبيات كالتالي
أنت بدر قد تسامى
وتنامى
في نهايات السفر
يقظة للقلب أنت
وطيوف تترامى في مواويل الحنين
أنت نور يتماهى
عبر صحو الذكريات
هذه هي الملاحظات التي سجلتها لهاتين المقطوعتين الجميلتين اللتين استمتعت بهما وحركتا وجداني فكان هذا التمازج الشعري الذي يحدث لي لأول مرة أو على الأقل أعلنه لأول مرة
عموما قراءتي تبقى دائما قراءة غير نقدية بقدر ما هى قراءة شعرية متفاعلة من قارئة جعلت من الشعر هوايتها قراءة وكتابة
أخبرا أرجو أن أكون وفقت في إيصال وجهة نظري للشاعر الرقيق نور الدين جريدي كما وفق بدوره في إثارة وجدان القراء بتقاسيمه الجميلة ولحنه المميز.

اصوات الشمال

حين أطربتني التقاسيم وهزني لحن الأغنيات / قراءة

حين أطربتني التقاسيم وهزني لحن الأغنيات / قراءة :: تعاليق

حين أطربتني التقاسيم وهزني لحن الأغنيات / قراءة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة