العصفورة والثعبان / عمار الشيخة

المقالات : 707

عمار الشيخة
ذات يوم، كانت عصفورة تقعد على بيضها في العش بأعلى الشجرة. عندما حان الوقت، فقس البيض، فطارت في السماء تبحث عن طعام لصغارها . في ناحية قريبة، كان هناك ثعبان جائع يجول بحثاً عن طعام. أحس بوجود الفراخ، فتسلق الشجرة وراح يلتهم تلك الصغار واحداً تلو الأخر، و لما أتت الأم وجدت العش خاليا من الفراخ. حزنت كثيراً وبكت لشدة لوعتها وشكت أمرها إلى الله. لكنها لم تتقاعس، فطارت في الجو تبحث عن أصدقاء لمعونتها.
وفي السماء الواسعة وجدت حمامة بيضاء تطير وتبكي هي الأخرى، فأتت إليها العصفورة تسألها عن سبب بكائها، ولما صارت بجانبها، سألتها بصوتها الحزين : ما بالك أيتها الحمامة البيضاء؟ فأجابت الحمامة :
اتركيني وشأني . لكن العصفورة، لم تتركها، فتبعتها حتى حطت على غصن شجرة فسألتها مرة أخرى، فأجابت الحمامة من خلال دموعها ويأسها: لقد أكل الثعبان المرقط فراخي. صمتت العصفورة فترة من الزمن ثم تأوهت وقالت للحمامة : اسمعي أيتها الحمامة البيضاء، إن الثعبان المرقط قد أكل فراخي أيضا . فانتصبت قامة الحمامة بشجاعة وقالت : علينا أن نتعاون يا أختي لقتل الثعبان وإخراج فراخنا من بطنه .
وهكذا اتفقتا على أن يهاجما الثعبان عند نومه . وبينما الأصيل يتقدم ويحل الغروب، طارتا إلى حيث الثعبان فوجدتاه راقداً على غصن شجرة ينعم بالنوم . وبتلك اللحظة، بدأت كل من الحمامة والعصفورة بمهاجمته ونقره من عينيه حتى مات .
بعد ذلك قامت الحمامة بشق بطن الثعبان بمنقارها الحاد وأخرجت الفراخ الذين كانوا يتضورون جوعاً ، وأعادوهم إلى عشيهما الصغيرين في أعلى الشجرة، وبدأ الصغار بتناول الطعام، كل من منقار أمه . ثم خلدوا إلى النوم. وهكذا عاش كل من العصفورة الذكية، والحمامة البيضاء الجميلة بسعادة وأمان بعد أن تعاونتا على عدوهما معاً وانتصرتا بعد ظلم لحق بهما من الثعبان المرقط.

العصفورة والثعبان / عمار الشيخة

العصفورة والثعبان / عمار الشيخة :: تعاليق

العصفورة والثعبان / عمار الشيخة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة