إليزابث بيشوب
فَنٌّ واحد
ترجمة نزار سرطاوي
فنّ الخسارة ليس من الصعب إتقانه؛
أشياء كثيرة تبدو ملأى بِنِيَّة
الخسارة حتى أن خسارتها ليست بكارثة
إخسر شيئاً كل يوم. تَقَبّلْ الارتباك
لضياعَ مفاتيح الباب، الساعة التي تقضيها بنكد.
فنّ الخسارة ليس من الصعب إتقانه.
ثُمّ مارس الخسارة أكثر، الخسارة بصورة أسرع:
المواضع والأسماء، والمكان الذي كنت تنوي
أن تسافر إليه. فلن يجلب عليك أيٌّ من هذه الأشياء كارثة.
ضيّعت ساعة اليد التي تعود لأمي. وانظر! آخر
بيت أو البيت الذي قبله من بيوتي الثلاثة الجميلة ضاع.
فنّ الخسارة ليس من الصعب إتقانه.
ضيّعت مدينتين، مدينتين رائعتين. وأعظم من ذلك،
بعض ممالك كنت امتلكها، نهران، قارة.
أفتقدها جميعاً، لكن لم تكن تلك كارثة.
– حتى خسارتي لك (الصوت الهازل، الإيماءة
التي أعشقها) ما كان عليّ أن أكذب. من الجلِيّ
أن فنّ الخسارة ليس من الصعب إتقانه
حتى وإن بدا الأمر كأنما هو (أُكْتُبْها!) كارثة.
Elizabeth Bishop
One Art
The art of losing isn't hard to master;
so many things seem filled with the intent
to be lost that their loss is no disaster.
Lose something every day. Accept the fluster
of lost door keys, the hour badly spent.
The art of losing isn't hard to master.
Then practice losing farther, losing faster:
places, and names, and where it was you meant
to travel. None of these will bring disaster.
I lost my mother's watch. And look! my last, or
next-to-last, of three beloved houses went.
The art of losing isn't hard to master.
I lost two cities, lovely ones. And, vaster,
some realms I owned, two rivers, a continent.
I miss them, but it wasn't a disaster.
-- Even losing you (the joking voice, a gesture
I love) I shan't have lied. It's evident
the art of losing's not too hard to master
though it may look like (Write it!) a disaster.
-------------------------------
ولدت الشاعرة وكاتبة القصص القصيرة إليزابيث بيشوب في مدينة بيشوب ورسستر، ولاية ماساشوستس في 8 شباط/فبراير 1911. عاشت بيشوب طفولة مأساوية، حيث توفي والدها في مرحلة مبكرة من طفولتها. وعندما بلغت الخامسة من عمرها أُدخلت والدتها في مستشفى للأمراض العقلية. وعندئذ تولى جدها وجدتها رعايتها حتى عام 1918، حيث انتقلت مع خالتها إلى مدينة بوسطن. وهناك تابعت دراستها إلى أن تخرجت من كلية فاسار في عام 1934. في تلك المرحلة من حياتها قررت أن تكون شاعرة، وكان ذلك بتشجيع من إحدى صديقاتها. وما لبثت أن انتقلت إلى بيويورك.
في عام 1945 فازت بيشوب بإحدى الجوائز الشعرية، وبعد ذلك بعام واحد نشرت قصائدها الأولى. وقد ارتبطت في تلك الفترة بعلاقة صداقة مع الشاعر روبرت لويل، الذي تعلمت منه أهمية المكفاءات والمنح، واشتهر اسمها في أوساط الشعراء والنقاد.
في عام 1949 تمت تسمية بيشوب أميرة شعراء الولايات المتحدة. وفي عام 1951 مُنحت زمالة سفر إلى أمريكا الجنوبية، وسافرت إلى البرازيل. وبدلاً من أن تمكث أسبوعين حسب ما كان مقرراً، استقرت هناك لمدة امتدت إلى 15 عاماً، حيث عاشت مع صديقتها لوتا سواريس التي كانت تربطها بها علاقة مثلية. وفي البرازيل كتبت العديد من القصائد والمقالات. إلا أن الاضطرابات السياسية في البلاد اضطرتها إلى العودة إلى نيويورك برفقة سواريس. لكن سواريس انتحرت بعد ذلك بوقت قصير.
في السبعينيات بدأت بيشوب في التدريس في مؤسسات التعليم العالي، حيث عملت في جامعة واشنطن ثم جامعة هارفارد. كما عملت في مؤسسة ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة نيويورك.
اهتمت بيشوب في قصائدها بالعلاقة بين الناس والطبيعة، وبتيمات الضياع والانفصال. كما ركزت على اهمية بالجغرافية، ربما لكثرة أسفارها. لكنها ابتعدت في كتاباتها عند حياتها الشخصية.
فازت إليزابيث بعشرات الجوائز من بينها جائزة الأكاديمية الأمريكية للآداب والفنون لعام 1950 وجائزة بوليتزر للشعر لعام 1956 وجائزة نيوشتادت العالمية للشعر لعام 1976.
توفيت إليزابيث في 6 تشرين أول/أكتوبر عام 1979.