قبل انطفاءِ الفجر رغبة ورهبة ورجاء
؛
؛
؛
في الثانيةِ قبل الفجر
الليلُ يفترشُ الصباحَ حبيبةً :
ضمي اختصاراتِ الوجود بقبلةٍ
وعلى جناحِ الرغبةِ الموءودة الساقين
ضمي الأرض !
وحدي يرتبني المساءُ على فراشِ الحرفِ
لا أحدٌ يسامرُ فيَّ هذا الحزن
لا أحدٌ يمطُّ من شفتيَّ وهمَ القبلةِ الخرساءِ
وأنامُ تحت ملاءةِ الجرحِ العقيمِ
في الحلمِ ألقى قلبهُ المشتاق مع ليلي :
سأجيء يحملني انتظارُ الأمسِ
والقبلاتُ تمشي قبل موعدنا إليكِ
تتوسل الحربَ المدججةَ الجراح: فليبق لأجل حبيبةٍ باتت تهندم بين
أوردة السنين قصيدةً ثكلى.
وأجيءُ حيث لقاؤنا المعهود خلف الشمسِ
بين أفئدةِ المساء: سأعلم النسمات كيف تمر عند عناق لحظتنا
وتكتب عن هوى طفلينِ من زمنِ البكاءِ نشيدهم !
الليل يعرف كم أموت
والموت يعرف كم "أنا" عشقت أنايَ ووسدّت أشواقها الكبريت في قلبي .
وأنا حبيبتك الغريبة في بلاد الوهمِ أرمي حجةَ الأيامِ بين يديَّ حين أقوم !
الناس قد فرشت موائدَ حُبنا واستمطرت بين الزوارقِ رجفة النسيان.
لا يعرفون بأننا فوق احتضار النبض نبقى
في المآذنِ
في الطقوسِ الخضرِ
في وجعِ البيوتِ الخائفاتِ
وأنا وأنت بداية التكوينِ للحبِ الذي قد ضاع من زمن الفناء جئنا
من شحوبِ العمرِ
من وجدِ السماءِ
خضنا ألف حربٍ في سبيل الحب
ثم عُدنا
لا أنا لا أنتَ
عُدنا
بل فراديسُ البقاء !
والليل وحدي دون وجهك في الرصيف
أقتات من دمعِ الخريفِ حكايتي
مع سيد الحب المبجلِ :
أين أنت الآن ؟
هل ما زلت في أنفاسي البيضاء تحرس مقلتي
أنى استفاق الليل في عيني أراك !
تلك المواعيد القديمة قد بكت
شاخت وشاخ ضياؤها المجنون بالأشواقِ
هنا انسدلت وراء الجرح وانساب الهوى في راحتيها كيفما الأحلام تشرب من شتات الأمسِ أو مثل الظنون !
وأنا بكاء الياسمين على ضريح الحبرِ
يقتلني الرحيل
وحدي وهذا الليل يشرد في مسامات اللقاء المستحيل
الحلمُ يعصف بالزمان
وأنا وأنت نقوم من علياء هذا الحلم
نرشف حظنا في الحبِ :
من أي حظٍ نستعير لحافنا
ونضم أوردة المكان ؟!
الليل وحدي والصباح يمر من تحت السكوت
لا حديث سوى (سواي) وأنت !
خذني
أين ؟
لحيث لا جرحٌ يعفرُ وجهَ هذا الليل بالأنات .
وأنا ؟
ستنام في عيني, وتحرسنا السماء.
لكنهم قد يقتلون لقاءنا بالجمر, أو ببنادق العصيان !
سأضم وجهك في دمي, لن يقتلوك !
لكنني أبقى غريب.
وأنا غريبتك الحزينة , ضمني .
سأموت !
مت فيَّ , ليبقى الحب .
في الثالثة
قبل انطفاءِ الفجرِ
كان لقاؤنا
ما عدت وحدي !!
:::::
::::
::::
هاجر البريكي