توقع الفنانون أن يكون رمضان المقبل الأفقر دراميا في ظل عدم اتضاح
الرؤية بالنسبة للكثير من الفنانين بشأن الأعمال التي يعتزمون المنافسة
بها, فضلا عن تأخر بدء تصوير بعض الأعمال بسبب الاضطرابات السياسية التي
تشهدها البلاد. يقول المخرج نبيل الجوهري: هناك حالة من الخوف لدي المنتجين مما جعلهم غير
جادين في انتاج أعمال درامية خاصة قراءة المشهد في البلاد لم تتضح بعد,
وليس أمامنا وقت فإذا لم تدر عجلة الإنتاج أول مارس المقبل فلن يكون لدينا
أمل في اللحاق برمضان المقبل ولو حدث ذلك سنضغط علي أنفسنا ولكن حتي الآن
لا يوجد عمل. ولا يوجد معطيات بالنسبة للمشاريع الدرامية في رمضان المقبل
وبالتالي لا اعتقد انه سيكون بقوة رمضان الماضي, مؤكدا انه يوجد لديه اكثر
من مشروع درامي لكن المشكلة في العملية الانتاجية التي وصفها بـ متوقفة
تماما متمنيا حدوث انفراجة سريعة حتي تدور عجلة الإنتاج مرة أخري.
ويقول الفنان مجدي كامل إن الدراما في مصر تواجه هذا العام خطرا حقيقيا
لأن الحركة الإنتاجية حتي الآن متوقفة بسبب عدم اتضاح صورة الإنتاج الحكومي
لنقص المخصصات المالية بينما الإنتاج الخاص خائف لأنه لم يحصل علي أمواله
عن أعمال أنتجها العام الماضي وهو يخشي من الدخول في أعمال جديدة بسبب
الاضطرابات السياسية, بالاضافة إلي أن هناك أزمة وقت لأنه لم يتبق علي
رمضان سوي خمسة شهور في الوقت الذي يحتاج فيه أي مسلسل من90 إلي120 يوما
للتصوير الفعلي وهي نحو ستة شهور وبالتالي سيكون رمضان المقبل الأفقر
دراميا من ناحية كم المسلسلات. وقال إن الواقع في الدارما المصرية هذا
العام صعب للغاية بسبب قلة الانتاج, فضلا عن تأخر تصوير ما تم الاعلان عن
انتاجه وبالتالي أتوقع أن يكون عدد الأعمال الدرامية ما بين15 و20 عملا
دراميا علي الأكثر وهذا سيؤدي إلي اتجاه الكثير من القنوات إلي الدراما
التركية لأنها ذات تكلفة إنتاجية أرخص فالحلقة من المسلسل التركي كلفتها
تصل إلي3000 دولار, فضلا عن أنها متاحة وحينها تخسر السوق العربية التي
تفضل الدراما المصرية لكنها لا تجدها بالإضافة إلي خسارة الأموال التي
يدفعها الفنان حيث تحصل الدولة حوالي20% ضرائب من أجره. وفي ظل الظروف التي
تعاني فيه الدراما في مصر سيتجه الكثير من الفنانين إلي المشاركة في
مسلسلات قصيرة من نوعية المسلسلات سيت كوم التي يقتصر تصويرها علي شهرين.
من جانبه يقول الفنان فتوح احمد إنه في كل رمضان من الأعوام السابقة كان
يدخل في عمل واثنين ولكن هذا العام حتي هذه اللحظة لم تتضح الصورة لان
الأعمال التي من المفترض أنها تحددت للمنافسة لم تبدأ التصوير وبالتالي
عملية اللحاق بالعرض في رمضان المقبل ستكون صعبة. وتوقع أن يكون رمضان
المقبل فقيرا من ناحية كم المسلسلات ولن تكون هناك أعمال كثيرة كما حدث في
رمضان الماضي بل ستكون الاعمال قليلة حوالي10 أعمال وهذا من ناحية الكم
الانتاجي قليل جدا. ويري أن قطاعات الانتاج الحكومي التي يعول عليها
الفنانون كثيرا في تحريك عجلة الإنتاج لا يوجد لديها حتي الان اي خطة أو
رؤية, مشيرا إلي أن ما يحدث في دراما هذا العام يشبه كثيرا ما جري عام2011
عندما اندلعت الثورة حيث توقفت حركة الانتاج تماما لكن استطاع الانتاج
الحكومي إنقاذ الموقف ولكن ما يجري حاليا لم يحدث في تاريخ الدراما من قبل.