هكذا تجتاحنا متاهات الألم .. في كل مرة نقلب فيها محطات التلفاز أو نحمل أوراق الجريدة أو نسمع البرامج الإخبارية على الإذاعات المرموقة .. لنشهد على جرائم الدول الديمقراطية النزيهة – لا سمح الله - .. وهي ترسل قواتها لكل بقاع الفساد في الأرض لتعاقب أعداء الإنسانية .. وتحمل مقص حرية التعبير .. لتمزق الحياكة المتقنة لرؤساء الطغيان .
وتتذكر كل هذا و تنسى من يلجمون الإنسانية ويغتصبونها ويشوهونها باسم لشرعية الدولية .. فترى العالم العربي كله بعين الإرهاب .. بل وتحرك مصير شعوب كاملة باسم الخروج على القانون .
وتغض البصر بنبل ووفاء لتوأم بشاعتها وطغيانها في الأرض إسرائيل .
اليوم كنت أخشى أن أتصفح أي موقع إخباري .. حتى لا توخزني أنباءها في كل موقع من جسدي .. وأصبح غير قادرة على امتصاص السعادة .. بعد أن صفى غلو إسرائيل وعلوها بالأرض.. والعالم يراها بعينه العوراء .. أي رغبة ملحة لمشاهدة مزيد من الجرائم بحقنا على أراضينا الفلسطينية .. وهتك كراماتنا ودفنها بصحرائنا العربية .
و لا أعلم من المتهم اليوم .. أصوات مبحوحة من كثرة الألم .. و أمعاء تلف معدات خاوية لتخفف من وجعها .. و قلوب أمهات نزفت دما على فلذات أكبادها .. أم إسرائيل التي ترى بأننا لا نحتاج هذا الحق في الوجود فلا أظن أنها تؤمن بأننا نشعر ولنا كيان وإنسانية وأرض.
مشهد جديد لأسرى تعاند خيلهم الشهباء السجان .. وتأبى أرواحهم أن تقبع بسجون صغيرة صممت ليتغنوا ويتلذذوا على عذاباتنا وأناتنا .. وحكامنا ورؤساء دولنا العربية .. يعقدون القمم ( اللامعقودة ) وينددون ويشجبون .. ونطوى مع قضايانا في جواريرهم ليذكرنا النسيان .. ولا أي تعليق أبلغ مما قاله رب العزة لأصف حال جامعتنا العريقة اليوم " صم.. بكم .. عمي .. فهم لا يعقلون "
هكذا تعلمنا من جيل الثورة .. أن نطالب .. ونقول لا .. إنها حرب الحرية .. فإما أن نكون وإما أن نكون .. معدات أبت أن تذوق طعم الزاد .. وأجسادها ترجو فلات الشمس من بين القضبان.. تشتاق لاستنشاق الحرية .. وأمير الأمراء يعزم فريقه الوطني على مأدبة .. لو شاء لأطعم بها جوعى الصومال .. ويمسك رمقهم ..وأخرون عقدوا المهرجانات وخرجوا بالهتافات يشجعون فوز العزيزة ريال مدريد بعد أن جبر خاطرها منذ أربع سنوات وكسر مجددا في مباراة أخرى ؟
!هكذا هي الأزمات تعري وقاحة المقربين وزيفهم وعجزهم .. وتكشف عن أنياب شماتة الأعداء
.ماذا تنتظرون بعد لوقف المهزلة العربية والمجزرة الإسرائيلية ؟!.. وهي تقتل صفوة أبناءنا أمام الكاميرات .. متى ستجد محكمة الجنايات الدولية .. أن قضيتنا بحاجة لقرار في الحد الأدنى يؤنب إسرائيل .
و الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ما فتئت كل يوم تؤكد على عنصريتها .. وجشعها .. وتحديها .. لكل معاني الإنسانية والشرعية .. في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية .. وقتل الإنسان الفلسطيني ... وبناء سجون جديدة لاستيعاب الرافضين الجدد للاحتلال ومخططاته .. فمتى ستعقلون ؟؟
هنيئا لأسرانا البواسل .. أمعاء خاوية. .. ونفوس ممتلئة بالتحدي والإصرار حتى زوال الاحتلال .. فلقد علمتنا تجارب الأسر والقتل بأن الدم سينتصر على السيف لا محالة .