شآم ابتسامة ُ الله على أرضهِ
شآّم يا قطرةَ العطرِ الإلهي
في الأرضِ
يا نسمةَ هواءٍ يفيضُ منها كأّس َالخلودِ
يافراديسَ الياقوتِ الأخضرِ إذا هو ابتكرَ الضياءَ
كيف حدثَ وجعلوا من كل جهاتكِ
طعناتٍ عمياءَ للروحِ
كيفَ سرقوا منا أطافيلَ الأحلامِ
وأغتالوا القصائدَ الخضراء
هكذا مضينا ..
بلا أحلام ٍ بلا خيمة ٍ ترتقُ يتمَ أيامنا
بلا وطنٍ داخلَ الوطنِ
كل الجهاتِ غدتْ
ثلجاً ونارا في عُروقِنا تَّشتعلُ
كل الجهاتِ ضياعاً و شتاتاً بالألمِ يترنحُ
أبابُ السماءِ أقفلَ دُونكَ ياسمينَ الشام ِ
؟!
أم ضمائرُ العروبةِ غدتْ ثلجَا
؟!
كيف غدتْ أنهارُكَ
ملاحقةَ بالرصاصِ
في متاهاتٍ لا تنتهي
أأوصدتْ دُونٌكَ أبوابَ الوطنِ
أم تنفسَ الصبحُ حريقَ
؟!
غابَ عنكَ ..
الحلمُ الندي المسهّدٌ
وأي أحلامٌ ستحضرُ
والواقعُ كابوسٌ ينتعلُ
الوقتَ
ويجري ملاحقاً بمقامعِ الذئابِ
وأنتَ شهقةٌ على الدروبِ تضيعُ
؟!
أما شاهدوُكَ ...
أصحابُ الكراسي
تفترشُ طريقاً يفيضُ بالألمِ
؟!
أم عُميّتْ عُيونهم
بترفٍ يفيضُ ببلاهةٍ من الأحداقِ
يا رياحين الأرض
ما عادتْ تصلُنا ابتسامةُ الله ِ
منذ بعنا دمَ الطفولةِ في سوقِ النخاسةِ
و بعنا سلامنا للدولارِ
و بعنا جرحنا للغريبِ
منذُ محينا من صباحاتِنا شموسَنا
و كسرنا رقابَ مآذنِنا
وسرقنا من العصافيرِ أحلامَها والريشَ
وردمنا بئرَ الحي بأيدينا
وجَعلنا على كل حارةٍ
غفراً ..
من دباباتنا المصوبةِ لصدرِ الياسمين
منذ غسلّْنا حاضرَنا بدماءِ القناديلِ
منذ خُنا وجهَ التُرابِ والقسم ِ
منذ صرنا ألفَ ألفَ فيلقٍ يشهرُ السلاحَ
في وجهِ الفجرِ
أيها السائلُ عن بلادِ العربِ
ماعادَ من خيامِ للقبيلةِ ولا سيوفٍ
تهابها ساديّةُ القتلِ
ما عادَ من خليفةٍ تستصرخهُ أزهارُ الحديقةِ
ما عادَ على أرضنا مدينة ً للسلامِ
فجلادنا منا
و ما عادَ لدينا طائرُ فينيق
لينهضَ بنجمة السلامِ
كلُ فجرٍ فوقَ مدائنَ الحبِ
فسلامٌ عليكِ يا فراديسَ النرجسِ والياسمين
المصلوبةِ على جراحِ الأبوابِ السبعةِ لدمشقَ
سلامٌ عليكِ
يا أغاني النارنجِ النازفةُ في مساكبِ الصباحِ
يا ملائكتنا الصغيرة َ المطاردة َ بين حقولِ الألغامِ
سلامُ
يا حمائمَ الأموي
تجمع حَبَها من بين الرصاص ِ وقهقة َ المدافع
سلامٌ على عيونِكِ الخضراءِ يا دمشقَ
سلامُ
فلا بد تنهضُ من عيونِ طفلٍ شريدٍ
عنقاءُ السلامِ
ولا بد دمشقُ يُطلُك الفجرُ ريانا .