كان لنا
في يوم ما كان لنا قرية،
في يوم ما هناك كان لنا بيت
كان لنا حديقة وبيارة،
تلعب نسمات الربيع في وريقات دالية العنب
وتتسلل من خلالها الى شعر أمي تداعب أطرافه،
تدغدغه أزهار الياسمين فتنبعث روائح عطره
وتتلوى معها بمرح أزهار الحديقة كلها
أما اليوم لم يبق منه غير بكاء شتاء شاحب
ودموع تضرب على النوافذ المكسورة
ونعيق بوم تخبىء رأسها ببقايا عرزال جدي المهجور،
لم يبق سوى عويل الريح فوق أطلال بيوت قريتنا يروح ويجيء
يسأل عن التاريخ
وما مضى
لم يبق إلا موقد نار
عشش في ثقوبه العنكبوت
في يوم ما كان لنا قرية
في يوم ما هناك كان لنا بيت
«ستعودون» كلمة قالها لنا رجل بالأمس
ومر من هنا ولم يعد
قال شيئاً وذهب،
ماذا قال: لا تسألني،
إن سألت سأبكي،
لأن الجواب سيطفىء بصيص النور وبقايا الأمل
حسين خلف موسى