خطوات
طلقت الدنيا لأنني لم أعطها شيئاً، وبقيت تنظر إليّ من بعيد وتعطيني رغماً عني،
أصبحت ابنا لها، أتعبني الضياع،
جسدي لعبة عجيبة تفك قطعة.. قطعة وتركب.
تطير قطعي كالأوراق النقدية وأبقى مسبل اليدين كالتمثال،
ثم أعود أتكون من جديد.
كلما أرى الموت تلمسني شفتان حارتان فأحيا من جديد
أنا أخط في مغارة مفتوحة
أرضيت الناس كلهم، ولم ارضِ نفسي
أعجبت بي كل النساء، صعدوا نحوي في أزاهير من الحب
وحبيبتي لم تأت بعد
أنا ابن هذا الزمن اركب الغيمة
أقاسم الفقراء الابتهالات والدعوات.
حبيبتي تحني رأسها على الأرض
وتحمل المياه بكفيها، أمد يدي نحوها وباليد الثانية أعطي إشارة الهبوط،
تبتسم فتحلو الدنيا وتخلو الساحة لي.
فانشر حبي واقعد فيه كمركز الدائرة وأنام في قعر بئر.
اقعد في البئر ولا اطلع في الدلو.
اكتبي اسمي على الوجوه الجميلة ليقرأني الناس وأنا غائب.
في ليالي الصيف ادخل من النوافذ المفتوحة أمر بأناملي على النهود والأجساد.
وامشي كالمصل اصنع الأحلام وأطرحها على الصدور اجر أطرافي بثقل في الطرقات الوعرة، وامشي ويبقى وجهي كوجه شيخ نقي.
حسين خلف موسى
المصدر
نشرت في جريدة البعث العدد: 13540 - تاريخ: 2008-11-10