احمد زائر
| | بعد العجز .. الكأس لنا ! | |
نحن مصابون( بالعجز) الرياضي , ذلك أننا عبر التاريخ الرياضي عجزنا في أي (اجتماع كروي) عن (إدخال) أهداف في مرمى الآخرين تجلب لنا (متعة ولذة) الإنتصار , وتنجب لنا كأسا أو ميدالية تذكرنا في مستقبل أيامنا. بل أكثر من ذلك نحن مصابون أيضا (بسرعة قذف) رياضية تجعلنا ننهي مهمتنا من المباريات التمهيدية لنجلس خائبين نشاهد الآخرين (يمارسون) كرة القدم بحماس ونشاط , ولم تنفع عبر عقود كل حلول (فياغرا) المدربين الأجانب الفاشلين أو تغيير المحليين العاجزين أصلا في جعل كرتنا (تقف) على قدميها أو يديها , ولا (منشطات) المعسكرات الخارجية في دول صديقة مثل إيران في تحريك الدماء في جسد رياضتنا .
هذا العجز المستمر المستفحل دفعنا لإيجاد حلول بديلة , أسهلها إيجاد من يقوم عنا بتلك المهمة , أي إيجاد البطل البديل والتماهي فيه لدرجة اعتبار أنفسنا جزءا منه , وأمامنا قائمة كبيرة من الأبطال القادرين , ابتداء بالبرازيل ومرورا بألمانيا والأرجنتين , وانتهاء بنيجيريا وجنوب أفريقيا . عندها أصيب الناس بحمى وهوس تعويضي دفعهم لوضع شعارات ورايات تلك الدول على أسطحهم وشرفاتهم وسياراتهم وملابسهم , والدفاع عنها بشراسة وتعصب يفوق أبناءها , فترى في الحي الواحد , وأحيانا في البيت الواحد أكثر من علم وشعار , فنضمن أن الكأس لن يخرج من هذا البيت أو الحي , ويصل التماهي درجة التكلم بصيغة الملكية عن الفريق , فيقول أحدهم : لقد أخرجنا لاعبنا الفلاني لأن فريقنا يحتاج لاعبنا الآخر , ومدربنا يستطيع التكتيك في مباراتنا أمامكم , فيجيبه الآخر : لو كنت مكان مدربنا لأشركت لاعبنا الفلاني عندها كنا سنريكم كيف يكون اللعب والفوز.
في هذه الحمى ننتظر النهاية , ولن يكون الفوز سوى حليف فريق تشجعه شريحة كبيرة , وسينزل الناس إلى الشوارع مبتهجين بانتصار(ه)(هم) , يصفقون ويرقصون ويطلقون العنان لأبواق سياراتهم في فرحة تسدل ستارا على العجز القائم. أعتقد أن الدول المشاركة ستحسدنا على التنوع الموجود لدينا , ففي إيطاليا مثلا , لن تجد سوى الأعلام الإيطالية منتشرة هنا وهناك , وقد تزال لو خرجت في أحد الأدوار , بينما هنا سيبقى لدينا من الأعلام والأبطال ما يجعلنا نكمل مشوار المونديال حتى النهاية , وستبقى شريحة كبيرة في النهاية تقول : كأس العالم لنا ! قيس عثمان |
|