الدراما السورية.. اتصال أم انفصال عن الشارع
أهمية الموضوع:
أصبحت الدراما في عصرنا الراهن وسيلة ثقافية و تربوية بامتياز، بل راحت السينما الهوليودية توجّه ليس فقط المجتمع الأميركي بل المجتمع الغربي ككل، و لا أبالغ إذا قلت أنها تأثر على العالم أجمع.
و انطلاقاً من هذه الأهمية الخطيرة للدراما الوظيفية ـ إن جاز التعبير ـ لم يعد مرور الكرام يجزئ في بحث مواضيع الدراما العربية.
و إذا سلّمنا أن أبرز دراما عربية في وقتنا الحاضر هي الدراما السورية..
فعليه.. هل تؤدي هذه الدراما المهمة المنوطة بها مقارنة بالسينما الغربية؟ و ما هي قدراتها التوجيهية في ظل مجتمع دولي يموج بالتوظيفات.
و هل واقعية الدراما و محاكاتها لنبض الشارع غاية في حد ذاتها.
من الأهمية بمكان إنشاء تقييم علمي لدور هذه الدراما و مكانتها لدى الجمهور. و تقديم الدراسة الوافية لملف الدراما العربية بشكل عام و الدراما السورية بشكل خاص، في علاقاتها مع الدين و التقاليد.
المحاور الرئيسية:
ـ الدراما أداة طيّعة في إيصال الأفكار و توجيه الشعوب.
ـ عوامل نجاح الدراما السورية في الآونة الأخيرة. و تراجع الدراما المصرية عن شقيقتها السورية و سبب هذا التراجع.
ـ الحديث المسهب عن: هل تقدم الدراما السورية خاصةً و العربية عامةً مشروعاً ثقافياً و إصلاحياً جيداً للمشاهد العربي المتعطّش!؟
ـ و بالتالي.. الكلام الموجز حول واقعية هذه الدراما.
ـ دور الدراما السورية في نقل حضارة البلد، و هل كانت ناقلاً جيداً أم متعثراً؟ بل هل صحيح أنها كانت مثالاً سيئاً؟ (الدليل على صحة الأخير).
ـ اللفتة الخاصة على تصوير مجتمعنا السوري عارٍ عن قيمه الدينية و مكوناته الثقافية.. ما خلا التشويه و التقبيح على مرتادي هذا الدين، و مسلسلات الحارات.
و السبب الحقيقي وراء هذا التشويه، و البرهان على المبالغة في تصوير طُهر هذه الحارات.
ـ دور الدراما العربية في تضليل الشارع العربي (و خصوصاً النساء و الأطفال) و تمييعه.
ـ غرس الفاتنات المتكشفات في هذه المنتجات لغايات تسويقية رخيصة. مع الإشارة إلى إباء الجمهور العربي و مقص الرقيب عن قبول العري الكامل في السينما العربية، رغم اتّباع الدراما و السينما العربية الضرير للسينما الغربية.. و كيف أنه لا العري الكامل و لا الناقص يخدم القصة، و الدليل المسلسلات و الأفلام الإيرانية.
ـ إذاً ما السبب وراء رواج هذه الدراما!؟
ـ الانقلاب على الشرع، و المثال الأبرز: محاربة قانون الأحوال الشخصية، و ترك باقي فروع القانون.
ـ عدم انتماء صانعي الدراما و كوادرها إلى المجتمع العربي المسلم (فكراً و ثقافةً).. و وضوح ذلك في تسخيف المتدينين، و تأليب المرأة و إلهابها على بيئتها العربية المحافظة ، و أنها مظلومة عالمية في ظل هذا المجتمع.
ـ الختام بأنه.. و حسب إفادات علم النفس و الاجتماع، أن المشاهد عندما يتابع عملاً من بيئته و يتكلّم بلهجته ، فإنه يتفاعل و ينفعل أكثر بمرات من عملٍ غريب عنه، و هنا تكمن الخطورة.
خلدون حمودة