هكذا يفكر المتطرفون
هتلر و المرحلة النازية نموذجاً
أهمية الموضوع:
أعتقد أن هذا الكتاب "الإيديولوجي" سيصنع فتحاً جديداً في محاربة الغلو الفكري العقائدي المنتشر في أرجاء العالم، بطريقة جديدة، و بأسلوب غير مسبوق في قراءة الأحداث..
نظراً لانتشار الغلو الفكري و الديني في كل أنحاء العالم، جاءت أهمية هذا البحث الذي يناقش نبض الشارع الدولي، و في خضم هذا الزخم الإيديولوجي الذي يموج به العالم شرقاً و غرباً كان لا بد من صياغة جديدة ـ لا شرقية و لا غربية ـ تضع منهجاً واضحاً في آلية ولادة هذا الفكر و نموه و بلوغه مرحلة النضوج إن ـ صح التعبير ـ..
حيث تحاول بعض دوائر الغرب "المتصهينة" منها و غير المتصهينة إلصاق التطرف و الغلو الفكري بالإسلام، و من ثم ـ كما يزعمون ـ يظهر الإرهاب في هذه التربة الخصبة..
و لكن من خلال اهتمامي بالتاريخ الحديث و خصوصاً تاريخ أوروبا الغربية، تبين لي بعد تمعّن و بحث أنه ليس للتمييز العنصري و الإرهاب دين معيّن، كما يحاول من يحاول ذلك..
بل هو منهج فكري يميني عام يصل بصاحبه إلى ما أسميته المحاكمات العقلية المغالية، و التي تنتهي به غالباً إلى نتائج عنيفة و مجرمة..
و إذا كان الإرهاب رديف الجماعات الإسلامية المتشددة، فما اسم هذا الفكر الذي كان يحمله هتلر و مرؤوسيه النازيين يوماً؟ ذاك الفكر الذي يختار الحلول الغارقة في الإجرام، و لا بأس أن نطرح الحل الأخير كمثال..
و ما طبيعة الفكر الذي يحوزه الدوتشي الإيطالي، أو الجنرالات اليابانيين إبان الحرب العالمية الثانية.. أخيراً و بلا شك: ستالين.
إن التطرف و الإرهاب و التمييز العنصري هم مؤسسة قائمة بذاتها لا تتبع دين معيّن أو مذهب سياسي بعينه، بل هو وليد نزعة في التفكير لدى بعض البشر، تعضده الظروف الموائمة، و يصاحبه قلة الوعي لخطورة هذا الفكر و لكيفية إخماد جذوته.
المحاور الرئيسية:
ـ إمكانية اعتماد كتاب أدولف هتلر الإيديولوجي "كفاحي" كمنهج و طريقة يسير بمقتضاها كل من يشعر في داخل ذهنه بميل نحو الغلو.
ـ تحديد أركان التطرف و عناصره الأساسية على ضوء كفاحي و فترة مابين الحربين العالميتين و الحركة النازية و سلوكها و القرارات التي صدرت في تلك المرحلة الوحشية.
ـ المحاولة الجديدة لمقارنة هتلر بنابليون، من ناحية المشتركات و الاختلافات، و هل كان نابليون ذو نزعة نحو التطرف رغم عبقريته العسكرية.
ـ التعليق على بعض مشاهد الحرب العالمية الثانية.
ـ الاستشهاد على تناقض الفكر المتطرف من خلال الاستشهاد على تناقض أقوال هتلر مع سلوكه، باعتباره متطرف نموذجي.
ـ بيان كيفية بحث المتطرف على النصوص لتبرير إرهابه، رغم اختلاف الفكر السياسي و الديني بين كل الإرهابيين العالميين.
خلدون حمودة