الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
للنشر .. شبكة المصباح الثقافية مجلة المصباح .. نوافذ ثقافية شارك معنا ..نرحب بكم ونتمنى لكم الفائدة وباب المشاركة مفتوح سجل معنا واكتب موضوعك ومشاركتك اهلا بكم
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة أدبية منوعة
 
الرئيسيةدروب أدبيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للموقع، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،  كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في الموقع، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كما يكنك إضافة مقالك عبر /  إتصل بنا /

 

 عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
للنشر

للنشر


المقالات : 707

عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب Empty
21062011
مُساهمةعندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب




قراءة تحليلية في ديوان "التي في خاطري" للشاعر المصري حسن حجازي.

هنا كما الهناك المتوسطي, حيث الأرض تزهر برتقالا, و زيتونا وكستناء و حيث البحر يرزق الناس خيرا كثيرا و السماء تغطي بحنو جبالا تتزيّنُ زرابيها بأكاليل الآزير الخضراء, وأغصان الزعتر البرّي, وحيث السهول تتسربل بأغطية من الخزامى, و من إبر الراعي, و زهور الأيهقان والأقحوان. هنا بإيطاليا, حيث الناس يتحدّثون لغة أخرى تبنّيتُها بقلبي أختا للعربية , لغتي الأم , مازال الحرف يُمارس بين ثنايا الفؤاد سحره و مازالت الكلمات تُمطر بصدري أصواتا تجذبني من أرض إلى أخرى, رغما عن البحار و الجبال التي تفصلني بين الهنا الإيطالي و الهناك العربي المصري و مازالت أبجدية الفرقان تئنّ بداخلي و تقذف بي إلى أماكن رأيتُ على تراب بعضها النور, وقرأتُ عن بعضها الآخر في خواطر و همسات الأدب العالمي و حدّثني التاريخ عن بعضها الثالث و عن أنبيائه و قديسيه, عن ملوكه و أهراماته عبر رَحِم كنتُ ولا أزال أسمعُ بداخله أصواتا تحبلُ نبراتها بآهات أناس طهّرتها مياه النيل وصيّرتْ آلامها آمالا,و أحلامها قصائدا سَمَتْ بها الأرواح و استحضرتِ الظّاهرَ و الباطنَ من قلوب أبناء أقاموا ل"مصر" بأفئدتهم و خواطرهم محرابا أزهرَ حبّا و عشقا امتدت أغصانه حتى عانقت الأمة العربية وجعلت منها أرضا و وطنا آخر أكبر هو بمثابة أُمّ لجميع العرب على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية و الدينية و الفكرية من المحيط إلى الخليج, و هي ذاتها فكرة الحب التي يتمحور حولها "التي في خاطري", أو ديوان الشاعر المصري المعاصر "حسن حجازي" موضوع هذه الدراسة و المستوحى عنوانه من قصيدة الشاعر الكبير "أحمد رامي", "مصر التي في خاطري" و التي كانت قد غنّتها سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" سنة 1952. عنوانُ حُبلتْ كلماته بشتى المعاني و الإيحاءات القوية, كلماتٌ فيها عبق وعطر من التاريخ المصري القريب و دمع و آهة على التاريخ المعاصر, "فمصر التي في خاطري" كمنظومة لغوية, ليست أبدا ك "التي في خاطري", فالفرق بينهما بيّن و كبير, و البون بين الفترة التاريخية التي أفرزت الأولى و الظروف التي أفرزت الثانية شاسع ولاحدّ لها, فبالأمس القريب و بالذات في الخمسينيات, كانت "مصر" مهدا للحلم العربي الكبير و تبنّت أكثر قضايا الأمة تعقيدا و استعصاء رابطة آنذاك مصيرها بمصير شعوب الأمة العربية, أما اليوم ورغم الاحتواء الذي تشير إليه لوحة الغلاف, إلا أنّها أمُّ ُ تحبطها الظروف الحالية و الأزمات بشكل يجعل قلبها يحترق حد الموت, قلبها الذي يحاول بكل ما يملك من قوة الانطلاق عساه يصل إلى برّ يضمن فيه لكلّ فلذات الكبد, الأمن و السلام من مغبات الزمن و غدرالأعداء المحيط به من كل جانب.
دلالة الأم, "مصر" و "الأمة العربية" , ليست حاضرة فقط بلوحة الفنان الكردي " فهمي بالايي" التي اختارها "حسن حجازي" لغلاف ديوانه و لكنها حاضرة أيضا في الإهداء, فالديوان و ما يحمل من أنين و ألم و غضب هو لأمّه الوالدة في دار البقاء و ل"مصر" و "الأمة العربية" كلتاهما في دار الفناء.
ب "التي في خاطري" ودّع الشاعر العام الماضي و استقبل ال 2010, و مرّ عام و حلّ آخر و"مصر" لاتزال حلقة من حلقات الصراع الدولي و لايزال العديد من أبنائها يؤمنون بمبادئ ثورة يوليو و يعتبرون أن الدول التي ترغب في النهوض عليها أن تتحمل مسئولية دعم الدول الأقل حظاً، ولكن هل هذا ياترى ممكن في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمرّ بها العديد من شعوب دول العالم , هل هذا ياترى مقدور عليه في ظل الهم السياسي الذي يجثم على صدر العديد من أبناء الأمة العربية و الشاعر بقصائد ديوانه هذا صوت من أصواتها؟
"هنا الدويقة", أولى قصائد هذا الديوان الذي يضم بين دفتيه في ترتيب متعمّد و مقصود إثني وثلاثين نصا شعريا, تحمل الجواب عن هذا التساؤل, "هنا الدويقة" و هي القصيدة التي ترجمتُها إلى اللغة الإيطالية و نَشَرتْها "كليبسيدرا" ضمن ديوان رقمي وُسم ب "همسات من وراء البحر", ستبقى للأجيال التي ستأتي بعدنا ليس كصرخة شاعر فقط و لكن كوثيقة تاريخية في غاية الأهمية, لأنها سجلت بعدسة وثائقية تفاصيل الكارثة التي ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء بسبب الإهمال و تجاهل تقارير الخبراء الذين كانوا قد حذروا سابقا من عواقب بناء المنازل في هذه المنطقة ذات الصخور الرخوة القابلة للانهيار .


القصيدة الوثيقة, تندّد بكل هذا وتبعث رسالة استغاثة إلى كل مناطق العالم وبكل لغات الأرض فهي نداء كما يقول الشاعر:
"لمنظمة الأمم
للجامعة العربية
للجان الثورية
للمجالس المحلية
المركزية"
فهل من مجيب لصوته الذي يتوحّد مع أصوات المقهورين في كل مناطق المحن, في "المقابر", و "المخيمات", في منازل "الصفيح" و" العراء" , في "دير ياسين" و في "كربلاء"؟ ليس ثمة من مجيب, وما أشبه صمت اليوم بالأمس !


يقفز الشاعر بين نصوصه, وينتقل بأصبعه من دُمّل إلى آخر, ينكأ الجراح و يصل إلى أكثرها إيلاما, فينزف قلمه وهو يحكي عن مصاب "غزة" و "القدس" الجلل وسط عجز و صمت الجميع في قصائد تتصدع لها الأحجار ولاتهتز لها بعض من قلوب بشر عُجنت بماء شيطان جائر.
"حسن حجازي", في نصوصه المكتوبة بلغة بسيطة في زمن تتلكأ فيه الأقلام و تكتب أشياء تستعصي عن فهم البسطاء من الناس, يحكي لهم عن "فلسطين" و عن الخذلان العربي, وعن الفساد السياسي إلا أنه لا ينسى أن يحكي لهم عن حزن القمر عبر نص غاية في الروعة أسماه, "وانشق القمر" , أجل فالقمر يحزن و يألم لما يصيب الناس من قساوة في القلب و من جحود أودى بهم إلى إغلاق كل مسار وطريق تجاه الحوار و الصلح و المشاورة. فلا أمل, و القضايا المصيرية ستبقى معلّقة إلى أجل غير مسمّى.
حركات النصوص بالديوان لولوبية, "مصر" وقضاياها مركز انطلاقها و "فلسطين" و آلامها نقطة وصولها, و بين النص والآخر سفر دائري, و بينه و بين الخارج علاقة وشيجة, فهذه قضية "المعابر" وتلك قضية "حماس" , وهذا "الصقر/مصر", وتلك "طابا" و رسائلها المغرقة في الأمل و الرغبة في التغيير:


"من طابا



لدير سانتِ كاترين ,



من قلعةِ صلاح الدين



للأزهر



للحسين ,



من جزيرةِ الفرعون



لمسجدِ السلطان حسن



وأهل بور سعيد



الطيبين ,



لمصنع أبي زعبل



لمدرسة بحر البقر



لحي الغريب



للأربعين :



نحنُ من مصر



وبمصر



ولمصر



بكلِ الود



بكلِ الحب



وبكل الحنين



أوفياءٌ



على مر


السنين !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://doroob.own0.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـمـصـباح .. مـجلـة نـوافـــــــــــــذ ثـقـافـيـة :: دروب أدبـيــة :: > مقالات-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» شنطة سفر
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 10:04 pm من طرف للنشر

» ومازلتُ أُكابر
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 9:24 pm من طرف للنشر

» خطوة إلى الوراء
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2016 5:02 pm من طرف للنشر

» أنا والستارة الخجولة/ الشاعرة ميسا العباس
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:50 pm من طرف للنشر

» الراهبة / مختار سعيدي
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:42 pm من طرف للنشر

» حلم كأنت/ ميساء البشيتي
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالسبت مايو 23, 2015 12:38 pm من طرف للنشر

» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 2:53 pm من طرف اسكن عيونى

» الذئاب /حنان علي
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:46 pm من طرف للنشر

»  نحو نقد ادبي موضوعي /د انور غني الموسوي
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالجمعة مايو 22, 2015 12:14 pm من طرف للنشر

» ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 12, 2015 5:15 am من طرف اسكن عيونى

» تجليات المعراج
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالسبت مايو 02, 2015 9:55 am من طرف اسكن عيونى

» سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 29, 2015 8:36 pm من طرف اسكن عيونى

» ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2015 5:02 am من طرف للنشر

» قراءةٌ في رواية ديبورا ليفي (السّباحة إلى المنزل)
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:20 pm من طرف للنشر

» ابو بدر ياسين حيدر في الميدان يرحب بكم
عندما ينتصر الشعر!/ د. أسماء غريب I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2015 11:00 pm من طرف للنشر

المواضيع الأكثر شعبية
عرض كتاب الأسلوب والأسلوبية للمسدي / هدى قزع
شعر النقد الاجتماعي في العصر العباسي /هدى قزع
المنهج الجمالي عند الغرب/هدى قزع
قصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة
عرض كتاب الأسطورة في الشعر العربي الحديث
مفهوم الأدب عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين
الأدب المقارن /هدى قزع
آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
شفرة دافينشي" تفضح اسرار لوحة "العشاء الاخير
كتاب العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية / تأليف:أ.د.نهادالموسى
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأكثر نشاطاً
    ديوان عنترة بن شداد ? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
    موسوعة محمود درويش
    رســــــــــــــــائل حب إلهيه
    خلف النافذة الرمادية/ حسين خلف موسى
    يسألوني عن وجعي وأنت وجعي
    آخر ما توصل إليه العلم في نيل السعادة
    قصيدة بعنوان بئسَ الهوى
    قصيدتي الجديدة بعنوان: عرّابي
    ألعبد سعيد
    ميـــ ــلاد
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 121 بتاريخ الأربعاء يوليو 05, 2023 11:33 pm