العرب والفلنتاين

المقالات : 707

أيها القديس
فلنتاين (Valentine) لا تصدقهم... صدقني ..لا الحب المفعم الذي يتغنون به
يخرج من قلوبهم، ولا الورود الحمراء التي يحملونها عنوانا لما في أفئدتهم،
فهي لا تعكس لديهم إلا اللون ، واللون فقط، فتلك الورود البائسة تحمل نفس
لون الدم، الذي أصبحوا من عشاق اراقته، لم تعد هذه الورود عنواناً لشيء،
يعكس روحهم ووجدانهم وحواسهم ولا حتى عنوانا لغرائزهم، لم تعد هذه الورود
إلا مجرد عناوين لمحلات باعة الورود الأنيقة، واستكمالاً لزيف حضورهم
الشبيه بالحضور الآدمي.
كيف لا ؟ وكيف للعرب الاحتفال
بعيد الحب وبلادهم حُبلى على مدار اللحظات، تتوالد لديها الجثث في كل
اللحظات، لدرجة استحال إحصاء عددها على آلات القياس والتعداد، وفي كل مكان
من سوريا، والعراق، وتونس، والصومال، وفلسطين، وكل.. كل مكان في الوطن
العربي، سواء كان القتل قتلاً جهرياً أم كان قتلا سرياً، فالقتل قتل وإن
تعددت الوجوه، فكما تقتل الروح، تقتل الكرامة وهي أشد وأفظع، بعد كل هذا
كيف لعربي الادعاء بالاحتفال بالحب، وهو يمثل حالة نقيضة لوصف الحب، فالحب
يا أخي العربي:" حالة عشق وهيام وانسجام وتضحية وفداء ودفاع وتماهي واختلاط
بين كائن بشري وكائن بشري آخر، وبدون شروط اللون والعرق والدين، والجنس،
والثقافة".
وعلى سبيل المثال لا الحصر كيف لعربي سوري
أن يدعي أنه كان في يوم من الأيام السابقة واللاحقة محبا وعاشقا؟،،، كيف له
أن يقول ذلك؟ وأنا أراه يحمل سيفاً ويطوع مقصلة لكي تقطع بها الأعناق،
وأعناق من؟ أعناق بنو جلدته ومجاوريه في الوطن، لا علاقة لي أنا المحبة
العاشقة، بما يدعون،سواء كانوا معارضة تسعى للحرية، أو جيش وطني عربي سوري،
يدعي الدفاع عن الوطن، من الإرهاب والأجندات الكونية والعربية.
لا
علاقة لي بكل ذلك، كل ما يهمني إنهم في صراعهم هذا، جعلوني أشعر أن الحب
في قلبي قد قُتل آلاف المرات، فكيف لي أن أصف حبا، وأنا أرى الحب صريعاً في
عيون طفل خنق الدمع قلبه في مخيمات اللجوء والهوان، وكيف لي أن أحلم بحبٍ
وأنا شاهدة على قتل الحب في قلب فتى، جمد صقيع اللجوء أنامله التي كان من
المفترض أن تحمل وردة تهاجم بها قلب فتاة ليس لها مأوى، هذا الفتى الذي كنت
أنتظر منه أن يتراقص مترنحاً من فرط الهوى والعشق، كيف لي أن أرى الحب في
عيون فتيات سوريا في سوق نخاسة العرب أصحاب (العقال) يتسارعون إلى اقتناء
ما لذ وطاب منهن، تحت ذرائع (الرحمة والسترة)، لهم العذر، ولهن الصبر
والسلوان، فجمالهن الطاغي، جعلهم يتغولون، في امتلاك العشرات منهن مقابل
العوز والحاجة، وذل الفقر الذي قتل الرجولة في قلوب ذويهن، في صقيع الصحاري
العربية، وبؤس الرجال وضعفهم.
آه ثم آه..
كيف
لي أن أرى الحب في أعين النساء العظيمات, الحرائر، وصانعات عظماء الرجال
في مصر؟ بعدما أصبحن في نظر رجال الحكم وشاشاته، سبب فوضى وفساد المجتمع،
وهلاك اقتصاده، فصار خروجهن من المنزل محنة علية القوم وسادتهم،هؤلاء هم من
جعل نهج التحرش بهن واغتصابهن سياسة دولة، لكي يتراجعن مسافات الأميال عن
ما حققنه خلال قرون مضت من علم وثقافة وريادة، واختُزلت كل نساء مصر في
قبلات الممثلات وأدوراهن الساخنة، بحيث أصبحن محنة الإسلام والمسلمين في
العالم.
كيف لي أن أرى الحب في أعين نساء فلسطين،
أمهات الأسرى المضربون عن الطعام وزوجاتهم، وقد تحولت أجسادهم هياكل، كيف
لي أن أرى الحب في أعين أبناء الأسرى؟ وقد تحشرج الصوت واضمحلت العيون من
كثر النحيب وعويل القلوب، وضيق الانتظار وثقله. إذن كيف؟ قل لي يا أخي كيف
لي أن أرى الحب يحمل الجنسية العربية.

الدكتورة: كوثر العبويني - فلسطين

العرب والفلنتاين

العرب والفلنتاين :: تعاليق

العرب والفلنتاين

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة